جووي عبدوش
وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلًا: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ».”(متى:آية 48)
اهكذا أسلمَنا حكامُنا الى درب الجلجثة؟ ام نحن كشعبٍ اسلمنا انفسنا كاملةً لهم طوال عشرات الأعوام لنضحي اليوم في حالةٍ يرثى لها؟
على عكس جميع العجلات التي اذا حدَثَ و تحركت تتحرك ببطءٍ، تدور عجلة الانهيار الاقتصادي و العيش الصعب في لبنان بسرعةٍ هائلةٍ؛ ما جعل من ذكرى احد الشعانين يمرّ كغصةٍ على اللبنانيين، فذكراها اشبه بآلام الجمعة العظيمة لا بالفرحة التي تحملها في معانيها الدينية.
لم يبقَ للبنانيين من املٍ سوى بعض الصور التي تجمعهم بعائلاتهم في أيام الشعانين الماضية حاملين غصون الزيتون و الشموع ممارسين أحبّ الطقوس النصرانية على قلوبهم كما على قلوب أولادهم.
فلم يساعدِ الوضع الاقتصادي المتردي، والارتفاع الجنوني بأسعار السلع على شتّى أنواعها الأمهات اللبنانيات على تسوق الملابس والاحذية والشموع المزيّنة للعيد كما جرت العادة، فاعتبر الأهالي وخاصةً الأمهات منهم ان هذه الأمور أصبحت من الكماليات لا من الضروريّات نظراً لصعوبة قدرة ارباب العائلة على تامين ابسط الاحتياجات والاساسيات المعيشية لاسرتهم.
وعلى غرار دقة الوضع المادي الذي يعيشه جميع اللبنانيين، تأتي جائحة وباء كورونا لتضع اصبعها على الجرح وتعيد لتجدّد غصّة اللبنانيين مرّة اخرى، فتفرض على المواطنين التباعد الاجتماعي وعلى الكنيسة تدابيرَ وقائيةً تساهم في الحد من انتشار الوباء خوفاً على رعاياها.
وفي الإطار عينِه، وجه و مازال يوجّه رجال الدين المسيحيون والمراجع الدينية العليا رسائل لحكّام الأمة، منها قاسية وأخرى تحفيزية على انجاز تقدم و تغيير، وغيرها التي اعتبرت ان مضى العمر والشعب اللبناني ينتظر حلاًّ، ولكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي!
يبقى العيد فرحة في قلوب المسيحيين وفي عمق عقولهم وافكارهم لا يستطيع احد ان ينزعها، بصرف النظر عن القدرات البسيطة والاحتفالات المختصرة التي تقتصر على افراد الاسرة الواحدة بسبب الأوضاع العامة التي تحيط بالشعب اللبناني. عسى ان يشهد دخول المسيح الى اورشليم انعكاساً ايجابياً على دولة لبنان، فيستقبل الشعب الاخبار الإيجابية والاستقرار على جميع أصعدته بكل شوقٍ وانتصار.
خاص موقع “ML”