تم اليوم افتتاح مركز العرقوب للرعاية الصحية الأولية، عبر التعاون بين دار الإفتاء في حاصبيا- مرجعيون ومؤسسة عامل الدولية والبلديات، وبإشراف وزارة الصحة العامة. وسيعمل المركز على خدمة أهالي منطقة العرقوب وجميع بلداتها من خلال برامج صحية واجتماعية تنموية، هدفها توفير الحقوق الأساسية وصون كرامة الناس في مواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
حضر حفل الافتتاح النائب قاسم هاشم، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، رئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب، رئيس بلدية كفرحمام كامل حمود، رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري، رئيس بلدية الخيام عدنان عليان، رئيس بلدية ابل السقي سميح البقاعي، رئيس بلدية الفرديس كمال سليقا، ممثل عن بلدية مرجعيون، الدكتور هيثم عمر عن الصندوق الأوروبي للتنمية والقاضي سامي دلة. وكان في استقبالهم رئيس مؤسسة عامل الدولية كامل مهنا وأعضاء الهيئة الإدارية أحمد عبود، زكي طه، زينة مهنا وأعضاء اللجنة الصحية.
وبعد تقديم من أحمد عبود، ألقى المفتي دلي كلمة ثمن فيها “دور مؤسسة عامل الإنساني والنموذج الريادي الذي تعمل من خلاله للوقوف إلى جانب الناس، وبناء الشراكات الفاعلة من أجل تأمين الحق في الصحة لكل المواطنين”. كما اعتبر أن “هذا المركز سيكون سندا لأبناء قرى العرقوب في كل الظروف، وأن دار الافتاء ستتعاون مع عامل من أجل توفير أفضل البرامج والخدمات استجابة لحاجات الناس بإشراف وزارة الصحة”.
كما كانت مداخلة لحمود أشار فيها إلى أن “هذا المركز يشكل دعما كبيرا لأهالي البلدة، وترجمة فعلية لفاعلية التعاون بين الجهات المحلية لتحقيق مصلحة الناس وايجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية والمساهمة في عملية التنمية”.
من جهته، أكد صعب أن “الناس تحتاج لهذه المبادرات الإنسانية التضامنية أكثر من أي وقت مضى، وتنسيق مؤسسة عامل وتعاونها مع البلديات هو أفضل طريق للوقوف إلى جانب الناس وتكامل الجهود بين الطرفين”.
بدوره تحدث القادري عن “أهمية توفير الأمن الصحي للناس وتقديم الحلول المناسبة تفاديا لمزيد من المآسي والصعوبات الصحية، في ظل الوضع الاقتصادي وتفشي جائحة كوفيد 19 والضغط الهائل على المؤسسات الصحية في البلاد”.
أما مهنا، فقد شكر المساهمين في افتتاح هذا المركز الذي وصفه ب”شريان حياة لمنطقة العرقوب”، معتبرا أن “أهالي العرقوب الذين لطالما قدموا أنموذجا في الصمود ووحدة العيش المشترك، يستحقون منا الالتفات إلى حاجاتهم وقضاياهم الصحية والمعيشية، وهذا المركز سيقوم بكل ما بوسعه للتضامن معهم في مختلف الظروف”.
وقال مهنا: “إن افتتاح هذا المركز، يأتي استكمالا لجهود مؤسسة عامل والتزامها العمل من أجل قضايا الفئات الشعبية، وتأمين حقوقهم الاساسية. وإن مؤسسة عامل التي تساند الإنسان في لبنان عبر 26 مركزا (من ضمنها أربعة مراكز في الخيام والفرديس وحلتا وإبل السقي وعيادة نقالة ووحدة تعليمية للنازحين) و6 عيادات نقالة ووحدتين تعليميتين وأخرى مختصة برعاية أطفال الشوارع في بيروت، ترفض سياسة تهميش الأطراف، وهي تعمل عكس الثقافة المهيمنة في لبنان والعالم العربي المتمثلة بالعودة إلى الانتماءات الأولية الضيقة، وشعارها الأساسي هو: كيف نعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته الدينية أو السياسية أو الثقافية”.
وحيا دار الافتاء واتحاد بلديات المنطقة “على جهودهم من أجل إحياء هذا المركز بما فيه من مصلحة للناس، ومساهمة كل منهم على طريقته في تسهيل الاجراءات اللوجستية لإعادة افتتاح المركز ووضع الثقة بمؤسسة عامل لتعميم تجربتها التنموية- الانسانية في باقي المناطق على منطقة العرقوب”، لافتا إلى أن “بناء دولة العدالة الاجتماعية التي نحلم بها في لبنان تبدأ في تأمين حقوق الناس وصون كرامتهم، وهو ما تقوم به عامل بشكل تدريجي منذ 40 عاما”.
وختاما جال الحاضرون في المركز بعد قص شريط الافتتاح.
يشار الى أن مركز العرقوب يضاف إلى شبكة “عامل” المؤلفة من 26 مركزا صحيا- اجتماعيا و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين ووحدة متجولة خاصة بأطفال الشوارع وفرق تدخل سريعة لمتابعة كبار السن ومصابي كوفيد 19، منتشرة في المناطق الشعبية في لبنان، بقيادة 1000 متفرغ ومتطوع، وضعوا جميعهم في حالة تأهب لمواجهة الظروف التي يمر بها لبنان.