الخبر بالصوت

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في بكركي، المحامي الدكتور انطوان صفير وبحث معه في مواضيع دستورية وسياسية.

والتقى البطريرك الراعي رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل والوزير السابق الدكتور سليم الصايغ.

وقال الجميل بعد اللقاء: “مأساة اللبنانيين تزداد يوميا والشعب غير قادر على اكمال حياته بسب الغلاء وتدهور القدرة الشرائية وفقدان الليرة لقيمتها بشكل كامل، وهذا الامر يرتد كالكابوس على الشعب وصمود الناس عمل بطولي، لكن وللأسف تواكبه طبقة سياسية بلا مبالاة كاملة وهي لا تشعر بشيء كأنها تعيش في دنيا والناس في دنيا أخرى”.

وسأل: “اذا كان هذا الجو السائد قبل تأليف الحكومة، فأي نوع من الحكومة سيشكلون إذا كان التخاطب قبل تأليفها بهذه الطريقة، وكيف سيدار مجلس الوزراء؟”.
وقال: “تحدثوا عن كل شيء ما عدا برنامج هذه الحكومة بل يتشاجرون على الحصص، فماذا سيفعلون في البرنامج إذا؟”.

وشدد على أن “الحل برحيل كل المنظومة القائمة واجراء انتخابات في اسرع وقت ليتمكن الشعب من وضع القطار على السكة ويفتح افاقا جديدا امام اللبنانيين، لأنه بظل المنظومة الموجودة والمجلس النيابي الذي يجسد التباينات سنبقى في النهج نفسه وعدم الشعور بمسؤولية تجاه الناس”.

وذكر بأن “الكتائب قدمت إقتراح قانون لتقصير ولاية مجلس النواب في تشرين 2019 لاجراء انتخابات مبكرة في ايار 2020 أي منذ سنة، وكان يجب ان نكون اليوم في مكان اخر، لكن للأسف تمر الشهور ولا يقومون بشيء، ولو حصلت الانتخابات في الصيف الماضي لكان لدينا امل في تغيير حقيقي وتحرير أنفسنا من هذه الكارثة التي نمر فيها”.

وأضاف: “لبنان اليوم رهينة بيد السلاح وهذه المنظومة السياسية المتحكمة برقاب اللبنانيين، وعلينا تحرير الشعب اللبناني من وضع الرهينة الذي هو موجود فيه، وهذا الامر يتطلب 3 خطوات:

– السير بمبادرة البطريرك اي تنفيذ القرارات الدولية بما يتعلق بسيادة لبنان وحماية حدوده ومنع دخول السلاح، وتحييد لبنان من الصراعات كي لا يدفع ثمنها. وهنا ندعم مبادرة البطريرك ان تكون هناك صرخة صادرة من لبنان تجاه المجتمع الدولي، لكي يتحمل مسؤوليته لأن القرارات الدولية صادرة بإجماع مجلس الامن الدولي بكل مقوماته ما يحمل هذه الدول مسؤولية تجاه لبنان. وللبطريرك دور كبيرا في هذا المجال، ونؤكد دعمنا له في أي خطوة يقوم بها في هذا الاتجاه.

– يجب العمل على اعادة القرار الى الشعب اللبناني عبر الانتخابات النيابية لتجديد كل الطبقة السياسية من المجلس النيابي وصولا الى رئيس الجمهورية مرورا بالحكومة ورئيسها، عبر الاتيان بمجلس جديد يأتي بحكومة جديدة وينتخب رئيسا جديدا على مستوى طموح الشعب اللبناني”، داعيا إلى “احترام المهل الدستورية واذا كان في الإمكان تقريب موعد الانتخابات فسيكون افضل، انما حماية هذا الاستحقاق واجراؤه هو مصيري بالنسبة الينا.

– يجب توحيد القوى التغييرية والسيادية من اجل ان نواجه بشكل افضل وتكون كلمتنا اقوى ولتقديم بديل ونعطي املا للناس، المطلوب هو التخلي عن كل الانانيات والانفتاح على بعض بهدف واضح هو وضع الاصطفافات القديمة جانبا فلا مكان للحديث عن يمين ويسار أو مسلم ومسيحي لأن الوقت اليوم للكلام عن وجود دولة او لا، ومن سيبني دولة مستقلة سيدة حضارية متطورة ومن يريد البقاء في المنظومة القديمة المافيوية”.

ورأى ان على “الجيل الجديد ان يفك العقد القديمة وينفتح على بعضه، ولعدم وضع الامور التي تفرقنا على الطاولة لهدفين: أولا،ً استعادة سيادة الدولة وان يكون هناك موقف واضح من السلاح غير الشرعي وعودة القرار الى الشعب، وثانيا، ان يكون لنا موقف واضح تغييري”.

واكد ان “لا سيادة من دون تغيير ولا تغيير من دون سيادة، فالتغيير بند اساسي لان الاشخاص انفسهم والاحزاب والقوى السياسية نفسها التي، ومنذ عشرات الأعوام، وتتخذ مواقف سيادية تعود وتلتف عليها بحسب مصالحها”.

وشدد على أن “التغيير والمحاسبة هما الأساس اذا اردنا أخذ البلد الى الامام”، وقال: “في 2005 حررنا البلد من النظام السوري لكن لم نقم بالتغيير، والاشخاص أنفسهمن أوصلونا إلى ما وصلنا اليه اليوم”.

وتابع: “يجب ان نتعلم ان السيادة من دون تغيير لا تجدي، وان التغيير بظل سيطرة السلاح لا جدوى منها لأن القرار سيبقى في مكان آخر، علينا تحرير القرار اللبناني وان نحاسب لنتمكن من بناء مستقبل مختلف لشبابنا وأن نتحرر من كل الطريقة القديمة في التعامل بالعمل السياسي واعطاء امل للناس في مستقبل افضل”.

وردا على سؤال، أكد أن “الالية الداخلية في كل دول العالم هي الانتخابات”، معربا عن ثقته الكاملة بأن “الشعب بأكثريته الساحقة سيعبر عن غضبه في صناديق الاقتراع وفي اي استحقاق نيابي مقبل بغض النظر عن القانون ومن يدير الانتخابات، فالشعب اللبناني سيحاسب، والتحدي اليوم ان تحصل الانتخابات، ونحن نخاف من تطييرها وسرقة هذا الاستحقاق من الشعب والتمديد سيكون تمديدا للمأساة ومعاناة اللبنانيين”. ورأى أن “بمجرد حصول هذا الاستحقاق فالتغيير حاصل حتما”.

وقال: “لكن ما دامت هذه المنظومة موجودة فسيستمرون في سياسة التقاذف التي رأيناها في الأيام الأخيرة الماضية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وسنبقى رهينة بيد هؤلاء الاشخاص، واذا كان هذا الجو سائدا فكيف سيكون اذا الجو داخل الحكومة”.

وأضاف: “يتحدثون عن حكومة سياسية ما يعني اننا ما زلنا غير قادرين على التحدث مع المجتمع الدولي وتحت الوصاية وغير قادرين على القيام باصلاح، لا حل الا بحكومة متحررة من هذه المنظومة قادرة على القيام باصلاح والانفتاح على الغرب. نحن في حاجة الى الغرب ودول العالم لكي يقفوا الى جانب لبنان واي حكومة تسيطر عليها هذه المافيا والميليشيا هل تكون قادرة على انقاذ لبنان؟”.

ودعا الى “تأليف حكومة مستقلة تبدأ اولا بالاصلاح، وثانيا بجولة على دول العالم والتفاوض مع صندوق النقد والدائنين وتبدأ فورا بضبط كل الحدود والجمارك، وتدخل الاموال وتبدأ العمل”، مشيرا الى ان “البلد متوقف ويتركون الناس لمصيرهم يموتون جوعا، فيما هم يفكرون بالمحاصصة”.

وردا على كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس، قال: “السيد نصرالله ذكر 10 مرات كلمة الحرب الاهلية، ما هذا الكلام التخويفي عن حرب اهلية، لا يوجد اي لبناني يريد حربا اهلية الا أنت، واذا كان هناك بعض المهووسين بالحرب ولديهم مصلحة فيها، لكن كن أكيدا ان الشعب اللبناني من شماله الى جنوبه لا يحب الحرب بل السلام”.
وأكد ان “لا حرب اهلية في لبنان”، وقال: “أنت مسيطر على البلد وهذه المنظومة، وتحدد للسياسيين اللبنانيين حدود لعبتهم، وتعتبرون ان ثورة الشعب موجهة ضدكم، كلا هذه الثورة تريد بناء دولة وبلد ومستقبل”.

وتابع: “نفهم أن من يسيطر على رهينة فهو لا يرغب في أن تتحرك وتحاول ان تتحرر، بل يهمه ان تبقى ساكتة وتتعذب بصمت، لكن كلا لن نموت على السكت بل سنرفع الصوت ونواجه ولا تهددونا بالحرب الاهلية فنحن اشخاص سلميون نرفض منطق الحرب، وهناك شعب يحاول ان يتحرر وينقذ نفسه واذا كنتم تريدون القيام بأمر جيد فكوا الاسر، فشعبك جائع ايضا، والشيعة ليسوا معفيين من الازمة الاقتصادية وكل الشعب اللبناني يعاني”.

فرعون ووفد تجار الاشرفية
والتقى البطريرك الماروني الوزير السابق ميشال فرعون على رأس وفد من رؤساء جمعيات تجار الاشرفية والرميل والجميزة في زيارة “تأييد لمواقف البطريرك الوطنية”.

وقال فرعون بعد اللقاء: “في البلد مشروعان اليوم: مشروع بكركي ومشروع تعطيل لبنان وتدهوره وسقوطه. اللبنانيون لا يستأهلون هذا الكم من الذل من دون تفرقة بين الاهالي والتجار والموظفين وأصحاب العمل. معنا اليوم رؤساء جمعيات التجار من الاشرفية والرميل والجميزة، المناطق التي تعاني الصدمات وهي مناطق منكوبة جراء الانفجار، ولبنان بأكمله اصبح منكوبا. طبعا من دون مبالاة سلطة حاكمة مشغولة لتقوي سلطتها بأداة تعطيل لحماية حلفائها والمستفيدين حولها ومردود ملفات الفساد تحت ذرائع معروفة”.

وأضاف: “مبادرة سيدنا الكاردينال ليست باسم المسيحيين فقط، إنما باسم الاكثرية الساحقة من اللبنانيين لكونها تهدف الى تجديد روحية الميثاق الوطني، في ظروف جديدة. وهي لا تحتاج فقط الى كلام، إنما الى تحرك مثيل لتحرك الاستقلال الاول في 14 آذار لدعم ترسيخ هذه الروحية وتنفيذها، وأيضا وقف إنزلاق البعض نحو روحية الوصاية أو حتى نوع من الاستعمار بالقوة مع التدهور، والمستفيد أيضا معروف”.

وتابع: “كلنا حاضرون لنكون جنودا في مشروع إرساء السلام وتحييد خطورة وقوع لبنان كما هو اليوم في قلب الازمة، وعودته أرض حياد وحوار وإنفتاح وكرامة. وهذا المشروع يشبه شعبنا في مقابل مشروع سلطة أو تعطيل أو ظلم أو ظلام لا يشبه الا أصحابه”.

رئيس التفتيش المركزي
ومن زوار بكركي: وفد من آل الخازن ورئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية.

اترك تعليقًا