الخبر بالصوت

 

 

ليليان خوري

البلد ينزلق أكثر نحو المجهول والناس يلتهمون بعضهم بعضاً من اجل كيس حليب او قارورة زيت مدعومٍ. وحده الرئيس المكلّف سعد الحريري يستمتع بجولاته الخارجية تارةً تحت عنوان مساعدات اقتصادية مرتقبة للبنان وطوراً تحت عنوان اللقاحات. “حركة بلا بركة” يقوم بها الحريري حيث يدور حول نفسه دون أفق أو نتيجة.

المستجد الوحيد في إنجازات الرئيس المكلّف هو ردّه على نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان “حزب الله ينتظر قراره من إيران” إثر تصريح تلفزيوني لقاسم “ان السعودية تطلب من الحريري ما لا يمكنه القيام به وهو مواجهة حزب الله”.

ردة فعل الحريري المرتجلة كمن يختبئ وراء “قشة” خصوصاً وان ما ادلى به قاسم لم يكن مفاجئاً فهذا الكلام يتسلّل بين الأروقة السياسية منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة، وموقفه “لزوم ما لا يلزم”.

ثم ظهر في الأفق السياسي موقفاً لرئيس الجمهورية ميشال عون بقبوله صيغة 5+1 وزيراً متخلياً عن الثلث المعطّل الذي لطالما اتهّموه فيه لقد عرّى عون ورقة التين الذي يتلطّى خلفها سعد الحريري حين سحب منه حجّة التعطيل التي يرفعها الحريري في وجه العهد، وذلك من خلال ما حمله مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن عدم تمسّك عون بالثلث المعطّل وقبوله بحكومة 18 مطالباً بوزارة الداخلية كترجمة للمداورة التي لطالما كانت عنواناً للمبادرة الفرنسية وللحريري نفسه.

سجال حزب الله والحريري لم يأخذ مداه كثيراً في الإعلام خصوصاً وان الطرفين يدركان جيداً ان لا طائل منه سوى تأزيم الوضع أكثر، لا سيّما وان الطرفين يتستّران خلف ورقة جاهزة  معرقلة اسمها جبران باسيل لتشكيل الحكومة فلمَ ينغمسون بها ويتحمّلون نتائجها ما دام هناك من هو “جسمه لبيس” كي يحمل تهمة التعطيل  وأوزار هذا التشكيل بينما يركن كلاهما بهدوء  ينتظران تفاهمات خارجية  قد تفعل فعلها ايجاباً في الداخل خصوصاً بعد زيارة ودّية قام بها سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري الى المفتي الجعفري الممتاز  الشيخ  احمد قبلان في دار الإفتاء الجعفري ولو لم يرشح عنها كلامٌ واضحٌ يخّص تشكيل الحكومة ولو أن مصادر مطّلعة تفيد انه بالرغم من الأجواء الصعبة السائدة قد يلوح في مدًى ليس ببعيد تشكيل حكومة قد تترجم تفاهمات بالحد الأدنى المطلوب.

في كل الأحوال سجال الحريري-قاسم كمن ” عرف الحبيب مكانه فتدلّل، ولن يسقط مكانة الإبن الضال في قلب الحزب الذي يحرص دائماً ان يغفر للحريري ذلاّته.

الوضع الداخلي السياسي مأزوم والحال المعيشي للناس من سيء الى أسوأ والكيان اللبناني مهدّد بوجوده بحيث لم نعد نملك جميعُنا   ترف الوقت أو ننتظر جولات خارجية روسية حيناً واماراتية احياناً لا تطعم جائعاً او تروي عطشانَ او تشفي مريضاً.

عُد دولة الرئيس الى بلدك لأن الأجدى ان تقوم بجولاتك داخل مناطقه وتتناقش مع شركائك في العيش الواحد لأن ما يشهده الوطن من مشاهد خراب ينذر بالأسوأ وتفتّت لكل مكوّناته لن يسلم منه أحد.

 

خاص موقع “ML”

اترك تعليقًا