الخبر بالصوت

فيما انظار الشرق والعالم ما زالت شاخصة صوب العراق وحدثه الاعظم تاريخيا المتمثل بزيارة قداسة البابا فرنسيس اليه ولقائه والمرجعية الشيعية العليا آية الله العظمى علي السيستاني في النجف، بما يرمز اليه لقاء الاخوة على المستوى الانساني لجهة ترسيخ مفهوم السلام في زمن العنف والتطرف وممارسة الارهاب باسم الدين، يغرق لبنان في حال من الغليان السياسي والشعبي المتمادي، من دون ان يجد من يبرده، لا بل ترفع البيانات السياسية بين افرقاء التشكيل ومن يساندهم الحماوة الى درجة تنذر بانفجار غير معروف مكانه وزمانه، لاسيما بعدما انتقلت الاتهامات من التلميح الى المباشر وتسمية الاسماء باسمائها مع دخول حزب الله على الخط، وقد جاء بيان المجلس السياسي في التيار الوطني الحر ليصب زيتا فوق النار المشتعلة باتهام الرئيس المكلف سعد الحريري بالإستهتار المتمادي بمصير الناس والبلاد، والمضي في تهميش المسيحيين. اما رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي حمل كرة النار لاشهر طوال، فيبدو “رفع العشرة” ويتجه الى الاستسلام “فالوضع يطرح امامه خيار الاعتكاف”. 

والحرب “الكونية” بين هؤلاء تدور فيما الشعب في حال من الهستيريا في الشارع يصرخ ويئن ويلعن السياسيين ويقطع الطرق في مختلف المناطق، مع اقتراب سعر صرف الدولار من 11 الف ليرة وتوقف منصات خاصة بتحديد سعره عن العمل نتيجة ارتفاعه المستمر في شكل جنوني. 

كلمة دياب
رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب توجّه بكلمة الى اللبنانيين، فأكد “ان لبنان بخطر شديد واللبنانيون يدفعون ثمن الانتظار الثقيل، وسأل ” ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع والحرتقات السياسية؟ لقد بلغ لبنان حافة الانفجار بعد الانهيار…فهل المطلوب تحلل الدولة بعد أن أصبحت الحلقة الأضعف؟ الأزمة الحالية مرشحة للتفاقم ومشهد التسابق على الحليب يشكل حافزا للتعالي وتشكيل حكومة”. أضاف: “الوضع قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وقد ألجأ إليه رغم أنه يخالف قناعاتي ومن يستطيع التعامل مع التداعيات الخطيرة الآتية والمزيد من معاناة الناس؟”. 

جنبلاط
من جهته أكد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أنه “في غياب الحكومة الجديدة نتيجة حسابات خاطئة لا بد من تفعيل حكومة تصريف الاعمال فوق الخلافات السياسية والسجالات السياسية”. 

بعبدا والمعلومات
في الاثناء، دعت بعبدا الاعلام الى استقاء المعلومات عن الرئاسة من مكتب الاعلام في القصر الجمهوري الذي اكد في بيان” ان مواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصدر عنه شخصيا، او عبر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، ولا تُنسب الى “زوار” او “مصادر مطلعة” او “أوساط مقربة” الخ…، لأنّ ما يُنسب الى هذه الجهات لا أساس له من الصحة ولا يمكن الاعتداد به. امّا بالنسبة الى ما يصدر عن عدد من رؤساء الكتل النيابية من مواقف، فهي تعكس وجهات نظرهم هم من الأحداث، وهذا حقهم الطبيعي انطلاقا من مواقعهم السياسية. ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية يجدد دعوة وسائل الاعلام للعودة اليه في كل ما يتعلق بمواقف فخامة الرئيس في أي موضوع كان”. 

الوطني الحر
وعلى الخط الحكومي المقطوع بين طرفي التشكيل دخل مجددا التيار الوطني الحر، فأسف المجلس السياسي في التيار “للإستهتار المتمادي من جانب رئيس الحكومة المكلَّف بمصير الناس والبلاد، وحمّله مسؤولية تعميق الأزمة، بامتناعه عمدًا عن القيام بأي جهد أو تشاور لتشكيل الحكومة ورفضه لأي حركة يقوم بها المعنيون، ولا يقوم بالمقابل إلّا بتحديد مواعيد للسفر الى عواصم العالم وكأن الحكومة تتشكل فيها وليس في بيروت. واضاف” من غرائب العراقيل المفتعلة حديثًا أنه يريد إلتزامًا مسبقًا بمنح الثقة ممّن يرفض التشاور أو التعاون معهم وذلك قبل تشكيل الحكومة ومعرفة تفاصيل تشكيلها وبرنامجها، وإلّا فلن يوافق على تشكيلها، أضف لذلك إن ما صدر عن الرئيس المكلف في بيانه الأخير أصبح فيه تغييب كامل للمكوّن المسيحي عن السلطة التنفيذية وعن الثقة المطلوبة من السلطة التشريعية وهذا يسقط عن الحكومة ليس فقط ميثاقيتها بل كينونتها. إن هذا الأمر فيه تخطٍ لكل الحدود المقبولة، ويتخطى مسؤولية عدم تشكيل الحكومة الى ضرب الميثاق وإسقاط الدستور وترك البلاد من دون أي صمّام أمان. 

بوغدانوف
وليس بعيدا، زار مستشار رئيس الجمهورية أمل أبو زيد، المبعوث الخاص لرئيس الاتحاد الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. ونشر موقع وزارة الخارجية الروسية، وفق بيان لمكتب أبو زيد، أن “الطرفين تبادلا خلال اللقاء وجهات النظر عن التطورات في لبنان، مع التشديد على ضرورة تكثيف الجهود باتجاه تشكيل حكومة لبنانية جديدة وتخطي الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان بأسرع وقت”. وأوضح البيان أن “الطرف الروسي شدد مجددا على موقفه الثابت في دعم سيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، إضافة إلى حق اللبنانيين في اتخاذ القرارات المرتبطة بالقضايا الوطنية بشكل مستقل، بعيدا من التدخلات الخارجية من خلال الحوار البناء والاحترام المتبادل للمصالح المشروعة”. 

السفير الايراني
في مجال آخر وبعدما تفاعل تطاول قناة “العالم” الايرانية على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واتهامه بالعماله، واثر مطالبة الرابطة المارونية منذ ايام وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه باستدعاء سفير ايران، اعلن وهبة اليوم أنه استدعى السفير الايراني الذي سيجتمع به اليوم جالاثنين في وزارة الخارجية، “وسيكون الكلام بصراحة وصدق، انطلاقا من الصداقة القائمة بين الجانبين”. ولفت الى أن “الاعتذار من الجانب الإيراني وصل لغبطة البطريرك، وأنا سأحضر قداس بكركي غدا وسأستمع الى كل توجيهاته، وأتمنى ان تكون الأمور قيد الحل أو بالأحرى حلت حاليا”. 

الراعي وعودة
في المواقف قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الاحد امس: تصالحوا أيها المسؤولون مع السياسة، ومع الشعب الذي بددتم ماله وآماله ورميتموه في حالة الفقر والجوع والبطالة. وهي حالة لا دين لها ولا طائفة ولا حزب ولا منطقة، ولم يعد له سوى الشارع.
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في قداس الأحد : “إحذروا ثورة الجياع التي بدأت بوادرها تلوح. إحذروا ثورة شعب لم يبق له ما يخسره، بعد أن سلبتموه حتى كرامة العيش”. 

لقاء حزب الله – بكركي
من جهة ثانية، أكد النائب البطريركيّ العام المطران سمير مظلوم ان لجنة الحوار المشتركة بين بكركي وحزب الله ستستأنف إجتماعاتها “بهاليومين”. 

جعجع وبخاري
وافاد موقع mtv أنّ لقاءً مطوّلاً عُقد مساء السبت في معراب بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وشارك في اللقاء، الذي تخلله عشاء، النائب ستريدا جعجع والنائب بيار بو عاصي. 

كما علم أن البحث تركّز حول جوانب الأزمة الحالية كافة في لبنان، كما مختلف جوانب الأزمة في الشرق الأوسط.

“الشرق”

اترك تعليقًا