الشرق الأوسط
عاد المحتجون مساء أمس إلى قطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية، لليوم الرابع على التوالي، وافترشوا الأرض وقاموا بمنع المواطنين من العبور بسياراتهم، وشمل ذلك العاصمة بيروت ومناطق في الشمال والشرق والجنوب، وذلك احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وعلى أزمة الكهرباء التي باتت تهدد المناطق اللبنانية بالغرق في العتمة.
وقطع عدد من المحتجين طريق الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما قطع آخرون الطريق عند جسر الرينغ في وسط العاصمة، والأوتوستراد الذي يربط بيروت بمدينة جونية. وقام عدد من المحتجين بقطع أوتوستراد الناعمة المؤدي إلى مدينة صيدا في جنوب لبنان.
وفي مدينة طرابلس شمال لبنان قطع عدد من المحتجين أوتوستراد الميناء باتجاه بيروت، وفي مدينة بعلبك شرق لبنان، أقدم عدد من الشبان على قطع طريق عام رياق – بعلبك الدولية.
وفي مشهد يعكس عمق الأزمة المعيشية، حصل إشكال بين مواطنين على علبة من الحليب في أحد محلات السوبرماركت في بيروت. وتناقل العشرات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عراكاً في أحد أكبر مراكز التسوق في لبنان، على خلفية التنافس على الاستحواذ على علبة الحليب، وسمع صراخ امرأة كانت عازمة على الحصول عليه، قبل أن يأخذه شاب، ثم يحاول آخر انتزاعه من يده، مما أدى إلى وقوع الإشكال. وجاءت التعليقات على المشهد لتحذر من تفاقم الصراع على مواد حياتية أساسية، وسط تراجع دعم السلع الغذائية، وتدهور قيمة الليرة اللبنانية الذي قاد المواطنين إلى الشوارع احتجاجاً. وتراجع احتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية مما دفعه إلى تقليص حزمة الدعم الذي يوفره لاستيراد السلع الغذائية، وسط تدهور سعر العملة وتراجع السلع المدعومة في الأسواق. وتدخل البنك الدولي في الشهر الماضي لتأمين مساعدات للأسر الأكثر فقراً في لبنان، واجتمع المدير الإقليمي لدائرة المشرق ساروج كومار جاه أمس مع رئيس حكومة تصريف الأعمال بغرض البحث في كيفية تنفيذ المشروع.