مارلي دكّاش
في ظلّ الوضع الاقتصادي والصحي الذي نعيشه في لبنان، يشهد العالم الافتراضي ظواهر فريدة من نوعها تظهر حقيقة معاناة الأهل في تربية أطفالهم وثقل حملهم للأعباء المادّيّة خاصةً في المناطق التي تشهد إهمال من قبل السلطة والفقر يهيمن على المواطنين.
على سبيل المثال عاصمة لبنان الثانية، طرابلس، من أكثر المناطق إهمالًا وفقراً وجوعاً مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار وارتفاع اسعار المواد الغذائية والتمويه الى رفع الدعم عن المواد الاولية بغياب تام من قبل السلطة.
ما الحل لدى العائلات اليوم؟ هل الوضع يدفعهم إلى الـ”ما بينعمل”؟
في هذا السياق، شغلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لولدين “معروضين” للبيع في طرابلس وكُتب أعلى الصورة أن الولدين بحالة صحية جيدة والعرض بسعر مغري مع رقم الهاتف للاتصال في حال الاهتمام.
بعد التحقق بالموضوع، أفادت معلومات خاصة لموقع “ML” أن “المنشور كان مجرّد دعابة من قبل الأهل”.
وبعد انتشار الصورة بشكل هائل نشر الأهل اعتذار على صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أكّدت المصادر الخاصة لموقع “ML” أن أهل الولدين المعروضين للبيع سيمثلان أمام القضاء المختص قبل ظهر اليوم الأربعاء لمسّهم بحقوق الطفلين وعرضهما للبيع.
وفي هذا الصدد أكّدت الخبيرة الاجتماعية المتخصصة بحقوق الطفل ريتا رزق أن “لا شك ان الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان يعرض المواطن الى الكثير من الضغوطات النفسية والاجتماعية، ما يدفعهم الى الشعور بعدم القدرة على تحقيق الحاجات الأولية لعائلاتهم”.
وقالت لموقع “ML”: “هذه الظاهرة تزيد حالات عملية انتهاك حقوق الطفل لأنهم يتعرضون للاهمال عن قصد أو غير قصد من قبل الاهل”.
وأشارت رزق إلى أن “كل شخص في المجتمع اليوم مسؤول، وهناك مسؤولية كبرى على الدولة والمؤسسات الاجتماعية، ولكل فرد دور في تقليص المخاطر التي تصيب الطفل في لبنان”.
وتابعت: “من جهة، الدولة عليها ان تؤمن أنظمة اجتماعية وقوانين تحمي وتساعد الطفل وذلك من خلال مكافحة عمالة الاطفال ومكافحة الاتجار بالبشر والتشديد على تطبيق القوانين الخاصة بمداهمة شبكات الاتجار بالبشر”.
وتمنّت على كل شخص لديه أدنى الشكوك بمجموعة تتعدى على الاطفال التبليغ من خلال مواقع التواصل الإجتماعي او التواصل مع الجمعيات المختصة بحماية حقوق الطفل.
خاص موقع “ML”