أكد الرئيس فؤاد السنيورة في حديث عبر محطة “الجديد”، أن “النائب جبران باسيل أذى موقع رئاسة الجمهورية بكونه سحب منها أهم عنصر من العناصر التي يتميز بها نظامنا الديموقراطي، وهو موقع الحيادية والحكم لرئيس الجمهورية”، وقال: “إن باسيل في حديثه حاول أن يلعب على الوتر الطائفي واستثارة العصبيات الطائفية”.
وناشد “رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من أجل النظر إلى مصلحة لبنان واللبنانيين وكل القضايا الأساسية التي يفترض أنها الأسباب التي تستدعي تأليف حكومة”. وقال: “إن البلاد الآن في حال فراغ، ولا يمكن أن نذهب إلى أي شخص أو دولة ونطلب منه أو منها الوقوف بجانبنا. ولا يمكننا القول للبنانيين بإمكانهم أن يثقوا بنا من دون أن تكون لدينا حكومة قادرة على الإيحاء بالثقة لهم وللمجتمعين العربي والدولي”.
وأشار إلى أن “اللبنانيين أقروا باتفاق الطائف وثيقة الوفاق الوطني. كما أقروا الدستور اللبناني وأكدوا حرصهم على العيش المشترك والمساواة بين المسيحيين والمسلمين من دون تمايز أو تفضيل”، وقال: “إن وثيقة الوفاق الوطني هي فعليا الباب الحقيقي لإخراج لبنان من مآزقه.
ورأى أن “ما يجري هو إلهاء الناس بطروح وخصوم جانبية بينما سفينة الدولة تغرق”، مؤكدا أن “هذا الأمر في النهاية، يأخذ لبنان إلى وضع يزداد فيه الانهيار ويتفاقم”، معتبرا أن “أن كل يوم تأخير في عدم تأليف الحكومة، يعني على الأقل شهرا إضافيا من الأكلاف والأوجاع التي سيتحملها اللبنانيون”.
ولفت إلى أن “العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يفترض أن تكون علاقة وفاق وتعاون، لا تصادمية”، وقال: “عليهما أن يتعاونا سوية على تأليف الحكومة. وحسب الدستور اللبناني الذي يتولى التشكيل هو رئيس الحكومة”.
وأعلن تأييده “طروحات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومواقفه”، وقال: “أشد على يده وأشجعه. لقد طرح الراعي قبل ثلاثة أشهر فكرة ما يسمى بتحييد لبنان، وهي فكرة تستند إلى اعلان بعبدا ووثيقة الوفاق الوطني والدستور اللبناني بألا يكون هناك انجذاب أو تورط بما يسمى الصراعات والمحاور في المنطقة. وكان البطريرك الراعي يعول على أن يصار إلى تأليف الحكومة، لكن كما كما يبدو الآن، هناك استعصاء على تأليفها مثلما كان هناك استعصاء مستمر ومزمن على الإصلاح في لبنان”.
وتناول “الاستعصاء على القبول بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”، لافتا إلى أن “هناك تخوفا حقيقيا لدى البطريرك الراعي واللبنانيين من أن يكون هناك خطر وجودي على لبنان”، وقال: “هذا التخوف تحدث عنه أيضا قداسة البابا. وبالتالي، هذا التخوف وهذا الاستعصاء دفعا بالبطريرك الراعي إلى إطلاق هذه الاستغاثة بحماية لبنان والمحافظة على سمو فكرة هذا العيش المشترك وهذا النموذج الرسالة الذي يمثلها لبنان”.
وسأل: “ما الذي يحصل الآن في لبنان؟ فهل سيادته محمية؟ هل هذا السلاح المتفلت الموجود يحمي استقلال لبنان وسيادته”، وقال: “إن سلاح حزب الله كان في الأساس مقبولا نوعا ما لدى اللبنانيين على أساس أنه سلاح موجه ضد إسرائيل. والمفارقة، أنه أصبح موجها ضد صدور اللبنانيين وعدد من الدول العربية، بعدها أصبحنا نحن في لبنان، نتورط ونتدخل بشؤون الدول العربية وإلى ما هناك”.
وإذ رأى أن “البديل عن الذهاب إلى المؤتمر الدولي هو توحيد مواقفنا جميعا والعمل بصدق وإرادة عازمة ومثابرة من أجل استعادة دور الدولة اللبنانية وسلطتها وهيبتها وتشكيل حكومة بهذا الإطار”، قال: “لا يمكن أن يصار إلى انقاذ لبنان إذا لم تستعد الدولة صلاحيتها وهيبتها وسلطتها الوحيدة والحصرية على كامل الأراضي اللبنانية”.
وعن التشكيلات القضائية، قال السنيورة: “لو كنت مكان رئيس الجمهورية لكان القرار الأول الذي أتخذه هو توقيع التشكيلات القضائية، وتكون هذه رسالة يرسلها فخامة الرئيس إلى كل العالم بأنه يحترم استقلالية القضاء. كما كنت اتخذت موقفا داعما لتطبيق كل القوانين التي أقرت في مجلس النواب وأكدت التزام احترام وثيقة الوفاق الوطني والدستور والشرعيتين العربية والدولية”.
أما عن الوضع الاقتصادي فقال: “منذ عام 2011 حتى الآن، كل المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية تبين حالة الانهيار الذي بدأ في عام 2011 بشكل كبير وتراكم إلى أن وصلنا إلى ما وصل إليه لبنان اليوم، وهذا كله نتيجة الممارسات الخاطئة والإمعان والتسبب بالاختلال في التوازن الداخلي والخارجي للبنان.
ورأى “أن لبنان يحكم بقوة التوازن، وليس على قاعدة توازن القوى”، واصفا العلاقة مع “القوات اللبنانية” ب”الجيدة”.
وعن القول إن هناك هدنة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، قال: “ليس هناك من هدنة، فموقفنا واضح بأننا مع عودة الدولة، وهذا الأمر طبيعي، إذ لا يمكن أن تستقيم الأمور بوجود دولة ووجود دويلة تبتلع الدولة. يجب إعادة الاعتبار للدولة لمصلحة جميع اللبنانيين، ولكن ليس بالخصام والعنف، لكن بالحوار الصحيح.
وردا على سؤال عما إذا كان يدعو إلى “حوار” مع “حزب الله” حول بعض الأمور أو نقاط الخلاف، قال السنيورة: “إذا كانت هناك نيات صافية للتقدم الحقيقي على مسارات الحلول، نعم. أما إذا كان الحوار من أجل الحوار فقط مثلما جرى في الماضي، فلا داعي لذلك. لا نريد أن نعذبهم ونعذب أنفسنا واللبنانيين الذين ينتظرون حلولا وليس وعودا”.