نظم مكتب مفوضية الإعلام ومكتب مفوضية الثقافة في وكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي، في سياق التواصل المستمر مع الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، لقاء عبر تقنية “zoom” مع عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، حضره أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، مفوض الإعلام صالح حديفه، مفوض الثقافة فوزي أبو ذياب، مفوض المعلوماتية فراس أبو شقرا، وكيل داخلية الشوف الدكتور عمر غنام، ممثل مفوضية الثقافة في الشوف غازي صعب، معتمدون ومدراء فروع حزبية، أعضاء مكتبي الإعلام والثقافة، وجمع من الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي.
بداية، أشارت ممثلة مفوضية الإعلام في الشوف لما حماد الى أن اللقاء “يندرج ضمن إطار سلسلة لقاءات تنظمها مفوضية الإعلام في مختلف المناطق بهدف تكريس التواصل والتنسيق التام بين الناشطين من جهة، والمكاتب الإعلامية في مختلف المناطق من جهة اخرى، من أجل تصويب الخطاب على مواقع التواصل الإجتماعي والذي يجب أن يرتقي إلى مستوى فكر ونهج الحزب التقدمي الإشتراكي، ويعبر خير تعبير عن جوهر عمله في هذه المرحلة الدقيقة، مع التركيز على العناوين الأساسية التي يطرحها الحزب”، مؤكدة “استعداد مكتب مفوضية الإعلام في الشوف للتعاون والتنسيق الدائم مع الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، لما فيه خير ومصلحة الحزب”.
أبو فاعور
أما أبو فاعور فاستهل مداخلته بشكر مفوضيتي الإعلام والثقافة في التقدمي على تنظيم هذا اللقاء، مثنيا على عمل كل مفوضية ضمن مجالها والذي “شكل قفزة نوعية في عمل الحزب في هذه الفترة، سواء على مستوى النقاش الثقافي الداخلي، أو على مستوى الحضور الإعلامي المميز، والذي يعد من تجارب الحزب الناجحة جدا في مرحلة، للأسف صعبة وغير مسبوقة في تاريخنا”.
وقال: “لقد مررنا في اختبار كبير جدا، اختبار سياسي داخلي، واختبار في علاقتنا مع جمهورنا، وتاريخيا قد يكون الحزب التقدمي الإشتراكي ربما عاش كل انواع المعارك السياسية، واشدها ضراوة، باستثناء اختبار واحد لم يمر به سابقا، متعلق بعلاقته بمجتمعه وجمهوره وقواعده الشعبية، والتي أعتقد أنه، وبجهد جميع الرفاق، وبفضل اداء القيادة التاريخية للرئيس وليد جنبلاط واعادة استنباط العزيمة التي نراها اليوم في الشوف، وفي مفوضيتي الثقافة والإعلام، وفي عمل الحزب بشكل عام في جميع المناطق، وبفضل الماكينة الحزبية المتحفزة والتي أثبتت حضورها، واستطاعت أن تسترجع علاقتها بمجتمعها، قد نجحنا في هذا الإختبار، وتجاوزنا أو نكاد نتجاوز هذا الإختبار الصعب”.
وحيا وكالة داخلية الشوف على “النشاط المميز الذي تقوم به”، قائلا: “كانت وكالة داخلية الشوف ضمن دائرة الإستهداف الأولى في الإختبار الذي مر علينا، وكان المطلوب زعزعة ثقة الحزب التقدمي الإشتراكي بجمهوره، وزعزعة ثقة الجمهور الوطني في كل المناطق بقيادته ومحاولة تدمير مصداقية الحزب، ولكن بشكل خاص في منطقة الشوف وما تمثله من رمزية على مستوى زعامة الحزب التقدمي الإشتراكي وزعامة وليد جنبلاط وقصر المختارة، فكان المطلوب إيجاد ثغرة ما في علاقة الحزب بجمهوره وتحديدا في منطقة الشوف، وإظهار أن الحزب في مأزق بعلاقته مع محيطه الإجتماعي، وخلق هذا الوهم وهذا الإنطباع أن جمهورنا الحاضن في المناطق الأكثر إلتصاقا بنا أي منطقة الشوف انفك عنا وهذا هو الوهم الذي اسقطناه بأدائنا ومصداقيتنا”.
أضاف: “إن الحزب التقدمي الاشتراكي ومنذ بداية وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة كان في موقع المعارض، وليس في موقع المعارض فحسب، بل كان في موقع المستهدف، وجميعكم تذكرون، ونذكر الجولات الاستفزازية التي قام بها جبران باسيل، والتي انتهت إلى ما انتهت عليه من مقتلة مؤسفة في منطقة الشحار، وأيضا القانون الإنتخابي، والذي كان هدفه الأساسي إقصاء وليد جنبلاط وتخفيض حجم تمثيله، فضلا عن تشكيل الحكومات والتعيينات الادارية والامنية وما رافقها من محاولات انقضاض على تمثيل وليد جنبلاط، ولا ننسى بالطبع الحكومة الأخيرة، والتي هي معادية لنا، وهي فعليا صنيعة هذا العهد واداته”.
وفي موضوع الإعلام، قال أبو فاعور: “ذهبنا كما ذهب غيرنا إلى الإعلام الإلكتروني، الإعلام البديل، إذ ليس لدينا محطة تلفزيون، ولا إذاعة، لأن وليد جنبلاط، وبعد الطائف آمن بمشروع الدولة، وقالها بصراحة “لا أريد أن يكون لي إذاعة حزبية خاصة، أو محطة تلفزيون خاص”، ولكن للأسف اكتشفنا أنه يتم استغلال هذا الأمر ضدنا. إن المساحة المفتوحة أمامنا هي الإعلام البديل، وقد حققنا حضورا متميزا جدا بخطاب سياسي جيد، قابل للتطوير، ويجب العمل على تطويره ليؤدي الغرض المطلوب منه، ونحن كحزب أصبح لدينا ادواتنا الإعلامية، سواء المركزية منها “جريدة الأنباء الإلكترونية”، وتلك اللامركزية في المناطق، والتي يتم التنسيق معها من قبل مفوضية الإعلام، وأصبح بستطاعتنا الدفاع عن وجهة نظرنا بشكل كبير، وأن نرد الكثير من الإفتراءات والمزاعم والتجني التي طالتنا في المراحل السابقة”.
أضاف: “منذ أربع سنوات ونصف سنة، ونحن في خضم معركة مع العهد وأدواته، وقد أصبح بقية الأفرقاء السياسيين يشعرون الآن بقساوة وضراوة هذه المعركة، ويقاسون ما نقاسيه نحن منذ بداية هذا العهد. إن رئيس الحزب وليد جنبلاط وقف وحيدا ضد هذا المسار السياسي، وحاول جاهدا مع جميع الأطراف الداخلية والخارجية المؤثرة، منع وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وهو أول من حذر من أن وصوله إلى الرئاسة بشعاراته التدميرية سيقود إلى الإنهيار، وها قد وصلنا فعلا إلى الإنهيار، وقد يقود البلد إلى حرب اضطرابات بفعل حجم الخطاب المتشنج داخليا في لبنان، وحجم العلاقات غير الودية، التي قادها بين المكونات اللبنانية، وادت إلى تأزم طائفي شديد، لا لشيء، إلا لأن ميشال عون، وبحسب اعتقادي وتصنيفي، ينتمي الى الماضي والى فكر سابق للمصالحة وعصي عليها، ويريد أن يبني مجده على التطرف الطائفي”.
وتابع: “لا بد وأنكم تذكرون، كم من محاولة قام بها رئيس الحزب وليد جنبلاط من أجل الحفاظ على العلاقة مع العهد والتيار الوطني الحر، تحت عنوان المصالحة، وذلك انطلاقا من حرصه على المصالحة في الجبل، في حين أنهم لا يوفرون فرصة إلا ويستغلونها لإعادة التذكير بالحرب الأهلية وبث السموم من خلال خطاباتهم الطائفية المقيتة، والمستمدة من الحقد التاريخي على وليد جنبلاط وما يمثل، غير أن المرحلة الأصعب قد ولت، ولم يبق من عمر هذا العهد سوى سنة ونصف سنة، ولم يعد يعني ميشال عون إرثه، أو ما قد يكتب عنه في التاريخ، جل ما يعنيه هو ماذا سيترك لتياره من بعده، وما الممانعة التي يمارسها في موضوع تشكيل الحكومة، وحسب اعتقاده، سوى ضمانة لموقع وازن في المستقبل”.
وأردف: “ميشال عون يعلم جيدا أنه مني بهزيمة كبيرة على مستوى الرأي العام، وأنه خسر الكثير من قواعد تأييده السياسية، نتيجة تحميله مسؤولية ما وصل إليه البلد في أربع سنوات، لذلك فهو اليوم يستسيغ هذه المعركة السياسية، الطائفية لأنه يعتقد أنها تسترد شعبيته على المستوى المسيحي ولهذا حاولوا قلب معاني كلام الرئيس سعد الحريري الإيجابي عن المناصفة لأنهم يريدون أن يستنبطوا صراعا إسلاميا مسيحيا على الصلاحيات كي يعودوا ويرموا شعبيتهم بالادعاء انهم يدافعون عن مصالح المسيحيين، وهم لذلك يريدون أن يفتعلوا اشتباكا سياسيا مع الرئيس الحريري بصفته الإسلامية، وأن يفتعلوا اشتباكا سياسيا مع وليد جنبلاط بصفته التاريخية، كي يبنوا عصبية سياسية لتيارهم. وهنا ننبه إلى عدم السماح لأحد بجرنا إلى ساحة صراع طائفي لا نريدها، فحزبنا بالأساس حزب متنوع، ولم يخض يوما اي مواجهة الا بخلفية وطنية”.
وحذر من “الذهاب إلى شعارات طائفية في ردود الفعل، والخطابات والمواقف على مواقع التواصل الإجتماعي، وتحديدا في منطقة حساسة كمنطقة الشوف ومنطقة الجبل بشكل عام”، وقال: “أولا لأن هذا الأمر لا يشبهنا في تكويننا وفي قناعاتنا، ثانيا لأننا نخوض معركة وطنية، غير طائفية، وثالثا لأننا مؤمنون بمصالحة الجبل، ليس فقط لأنها تعبر عن سلمية العلاقات في الجبل، بل ايضا لأنها سمحت لمعركة السيادة والإستقلال أن تخاض في العام 2005، وهي، أي المصالحة، أمر لا عودة ولا رجوع عنه في فكر وعقل وليد جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي”.
أضاف: “نتمنى على الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي الرد على الخطاب العدواني، التحريضي، الطائفي البغيض، والخطاب العنصري الذي يعبر عنه بعض أنصار التيار الوطني الحر، بمنطق وطني، فتاريخنا حافل بالإنجازات والشواهد الوطنية المشرفة، ولا يجوز لنا الإنجرار إلى حيث يريدون”.
وتوقف عند موضوع الحكومة، مشيرا الى “تعنت رئيس الجمهورية حيال تشكيلها ورفضه جميع طروحات الرئيس المكلف”، وقال: “إننا ذاهبون باتجاه أفق مسدود في ضوء تمسك عون وتياره بالثلث المعطل، ونحن ندعو الجميع الى رفض هذا المطلب لعدم تكرار الخطيئة التأسيسية المتمثلة بانتخاب عون للرئاسة، فعون يريد تعويم صهره جبران باسيل عن طريق إيجاد موقع وازن له على الطاولة، وإعطائه القدرة على التحكم مستقبلا في اللعبة السياسية، وفي موضوع رئاسة الجمهورية والحكومة، ولا ننسى طبعا مسألة العقوبات على جبران باسيل، فعون يريد مفاوضة الفرنسيين والأميركيين في ملف الحكومة عله يتمكن من إقناعهم بإلغاء العقوبات المفروضة على صهره”.
وأكد أنه “ليس هناك جبهة معارضة مكونة من الإشتراكي، المستقبل والقوات اللبنانية، وليس هناك في الوقت الحالي من مشروع إنقاذ لأنه وفي حال تشكلت الحكومة ستقوم باتخاذ قرارات صعبة وغير مقبولة شعبيا، ثانيا لن تتمكن من الإنقاذ لعدم توفر التمويل، فالدول العربية لن تهب لمساعدة لبنان قبل أن تلمس تحولا في الموقف الرسمي اللبناني تجاه القضايا السائدة في المنطقة”.
وأبدى أبو فاعور ارتياحه “الشديد لعلاقة الحزب التقدمي الإشتراكي مع جمهوره”، وقال: “علاقتنا تتحسن بشكل كبير مع جمهورنا ومحيطنا، ويوما بعد يوم يدرك الجمهور أكثر واكثر أن وليد جنبلاط هو الضمانة، ويدرك أن الحزب الإشتراكي هو الوحيد المهجوس بهذا المجتمع، وهو الوحيد القادر على تحمل مسؤوليته والوقوف إلى جانبه”.
أضاف: “قد نكون مقبلين على انتخابات فرعية في شهر حزيران المقبل، ونحن معنيون بها في دائرتي الشوف وعاليه، لذلك يجب أن نكون مستعدين للأمر”.