أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عبر LBCI و”صوت بيروت انترناشونال” أن “هناك فشلا في المنظومة القائمة في الحكم اليوم والنتيجة فشل على المواطن”، معتبرا انه “لا يمكن لاحد الادعاء بأن منظومته ناجحة بعد ما يعيشه لبنان وانفجار مرفأ بيروت وتدمير العاصمة”. وشدد على ان “كل من هو في السلطة عليه ان يعترف ان أداءه فشل اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وسياسيا وعلى المستويات الاخرى كافة، لذا إما التغيير في الاداء وإما في المنظومة ولكن لا يمكن المتابعة على هذا النحو”.
وشدد على انه “لا يمكن لأي طرف الاعتراف بالفشل والمتابعة، في الوقت نفسه في معركة عرقلة تأليف الحكومة بهدف اختيار وزير معين”، مذكرا ان “الدستور ينوط مسألة التأليف برئيس الجمهورية والرئيس المكلف”.
واعتبر أن ليس هناك “ما يسمى صلاحيات الا بعد تحديد الهدف منها”، مضيفا: “ما من صلاحيات بالمطلق لانها يجب ان تهدف إلى أمر معين، والهدف في هذه الحال تشكيل حكومة وتسيير امور البلد، لا مجرد تسجيل نقاط وعرض قوة، فهذا امر يؤدي الى شلل البلد وانهياره. الباخرة تغرق ونحن ما زلنا على خلاف حول جنس الملائكة”.
وعن حقوق المسيحيين وصلاحيات رئيس الجمهورية، رفض بو عاصي ان تكون هذه المسألة “موسمية”، سائلا عن “سبب عودتها فجأة الى الواجهة بعد ان كان الرئيسان عون والحريري قد شكلا حكومتي “سمن وسكر” اي من دون اي مشكلة”، ومشددا على ان “مسألة حقوق المسيحيين والغاء موقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس والامور الاخرى ليست “بضاعة” للاستغلال الشعبوي بل ثوابت وطنية يبنى عليها”.
وجدد التأكيد ان “القوات اللبنانية” تريد الدور والوجود المسيحي كما الدور والوجود المسلم فهكذا يبنى الوطن”، رافضا “استعادة هذا الكلام من فترة الى اخرى واستغلاله للقصف من هذه الزاوية الخطيرة التي لا تبني دولة”.، وشدد على أن “المسيحيين ليسوا في خطر الا بسبب فشل الدولة واداء هذا الحكم”.
أضاف: “المسيحيون في خطر بعد تفجير دمر العاصمة، وخصوصا الاشرفية ولم يعرف حقيقته حتى اليوم رغم مرور 6 اشهر عليه، ما يشكل خطرا على المسيحيين لا اسماء بعض الوزراء ووجودهم في الحكومة. لذا اعتقد ان التيار الوطني الحر يعمل اليوم لمصلحته”.
كذلك، اوضح ان “الرئيس هو رأس الدولة واذا لم يوقع التشكيلة لا تؤلف الحكومة وهذه صلاحية يمتلكها، وتسميته للوزراء تكون بالتشاور مع الرئيس المكلف، فهما مكلفان بتأليفها لمصلحة البلد لا لمصلحتهما، واذا لم يتفقا، فالحكومة لن تتشكل والشعب من سيدفع الثمن، ايا كانت الحجة”.
ولفت الى ان “عدم الاتفاق على التأليف إن لحجة الحفاظ على موقع رئيس الحكومة وإن لحماية صلاحيات رئيس الجمهورية، فهذا سيؤدي الى نتيجة واحدة، انهيار البلد اكثر، لذا اما ايجاد الحل وإما تسمية شخص آخر”، مشيرا الى انه بموقفه هذا “لا يطلب من الرئيس الحريري التنحي ولكن ما من حل آخر في الأفق، ففقدان الكيمياء بين الرئيسين وغياب المقاربة يمنعهما من ادارة البلد”.
واعتبر أن “على الاطراف السياسية الجلوس مع بعضها، واذا تعذر ذلك يعني انها عاجزة عن بناء بلد وعندها تطرح علامة استفهام حول حقيقة اننا شعب واحد”.
وقال: “أنا مقتنع بأننا شعب واحد لديه الثقافة والقيم المشتركة كما يواجه اليوم تدمير امر ثمين جدا وهو الدولة. نحن ندمر دولتنا بيدنا، الدولة موجودة وعلينا الحفاظ عليها، لذا كي ننجح بإدارتها نحن مجبرون على الجلوس مع بعض، والتحاور حول مفاهيم كالسيادة والاقتصاد، لا سيما بعد سياسة دعم سعر الدولار التي كلفت 8 مليار دولار من اموال الشعب ولم نجد اي طرح بديل او ترشيد لها”.
وأشار الى ثلاثية “الفساد والجهل والمحاصصة”، مؤكدا انها “موجودة في لبنان، لذا على جميع الافرقاء الجلوس سويا ليتحمل كل فريق مسؤوليته من الذي وصلنا اليه”، مذكرا ان “جميعهم ممثلون في مجلس النواب ويمكنهم التحاور هناك، كالنقاش حول قانون الانتخاب”.
ولفت الى ان “حزب الله” لم يدعم “التيار الوطني الح”ر ولن يدعمه الا لمصلحته فقط”، معيدا التذكير بأن “الرئيس عون لم يكن لديه الاكثرية النيابية حين اصبح رئيسا وانتخب لأنه مدعوم بشكل اساسي من الحزب وفي إطار حصوله على الكتلة المسيحية الاكبر، وكذلك الرئيس الحريري لم يكن لديه الكتلة البرلمانية الاكبر في البرلمان الحالي وتمت تسميته بتفاهمات سياسية”.
ورأى ان “المؤتمر الدولي لا ينقذ لبنان من المشكلة الغارق فيها لأن المطلوب حل أسرع، والمبادرة الفرنسية خير دليل على ذلك لأن السلطة لا تريد وقف النزف القائم في البلد، رغم ان المعالجة واضحة تكمن في اتباع بنود معينة”.
أضاف: “انا مع المشكلة اللبنانية على الطاولة الدولية وضدها، كما دعا البطريرك الراعي لسببين: الاول من المهم للبنان ان يكون تحت مجهر المجتمع الدولي، وثانيا بتنا مهمشين في وقت لا يمكننا العيش الا بالتفاعل مع العالم من النواحي كافة. آسف لأننا معزولون اليوم عن العالم، وهذا امر لا يجوز. لا يمكن للبنان ان يصبح غزة، لذا يجب وضعه على المجهر الدولي، الا ان نتيجة ذلك ليست سريعة، فالنتيجة الأسرع تكمن في وقف النزف الحاصل في البلد والدفع لضخ الدم وايجاد الحلول المناسبة”. وقال: “الوضع لم يعد يحتمل والبلد مش ملك بيت بيي ولا ملك احد بل هو ملك الناس فقط.”
وبمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لفت بو عاصي إلى أن “العلاقة معه لم تكن مسألة شخصية بل سياسية باميتاز، شارحا: “كنا في ظل ديناميكية معينة سمحت لفترة 15 عاما بأن يضع النظام السوري اليد على لبنان، وفي هذا الاطار ادخل رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع الى السجن، وعندما قاوم الحريري السوري سياسيا في اطار ديناميكية دولية معينة من 1559 والدخول الاميركي الى العراق ووجوده في افغانستان تم اغتياله، ما ادى الى رد فعل شعبي انتج خروج جعجع من السجن وخلق اندفاعة وطنية كبرى جديدة ترفض الاحتلال وتذهب باتجاه تحقيق السيادة وكسر حاجز الخوف”.
واعتبر أن “الشعور الابشع لدى الانسان هو الشعور بالخوف”، آسفا لأننا “دخلنا مرة اخرى في هذه الدوامة مع عودة الاغتيالات، ما أخاف الناس”، لافتا الى ان “هذا الخوف هو الأسوأ لدى الشعوب فإما يؤدي إلى الانفجار أو إلى الاستسلام، وفي الحالتين هذه نهاية الشعوب، لذا على الشعب ان يقرر الى اين نحن ذاهبون”.
كذلك أشار الى ان سلاح “حزب الله” كأي سلاح خارج الشرعية في اي دولة في العالم يخلق حالة من الخوف لدى المواطنين”، وتوقف عند “ما جرى مع الرئيس الشهيد في التسعينات لاستخلاص العبر، وليؤكد ان الدرس الوحيد ان اي انسان يختار المحافظة على الاستقرار، عن حاجة او قناعة، من خلال التضحية بالسيادة سيدفع ثمنها هو وشعبه، اذ لا يمكن المحافظة على الاستقرار من خلال التضحية بالسيادة والحرية”.
اضاف: “في ذلك الوقت، اختار الرئيس الشهيد القبول لفترة معينة بالمنظومة الاقليمية القائمة للمحافظة على الاستقرار، يعني سيطرت سوريا على لبنان، فماذا جرى؟ طارت السلطة والحرية والحياة السياسية، مقابل القليل من التحسن الاقتصادي الذي انهار فور اغتياله. الأمر مماثل اليوم، قبل وصول الرئيس عون تحدث عن محاسبة سوريا و1559 واعتبر ان حزب الله يحتل جنوب لبنان لمصلحة ايران، ولكن مع وصوله الى السلطة ازيحت كل هذه الامور عن الطاولة، إما بحجة وإما بقناعة، ولكن النتيجة ذاتها انهار البلد اقتصاديا واجتماعيا. علينا استخلاص العبر مما جرى لننظر الى المستقبل، فمن لا يتعلم من ماضيه لا يمكنه بناء المستقبل. علينا ان نتذكر بأن الدولار قارب الـ10000 والبطالة 60% والتضخم 70% وعلينا ايجاد حلول لذلك، وليس للقيام بكباش ورمي كرة الخطأ على الآخر”.
وعن الاختلاف في السياسة بين “القوات” وبين من كانوا معها حلفاء في “14 اذار”، اعتبر بو عاصي انها “ليست مشكلة بل المشكلة تكون على مستويين: الاختلاف على الثوابت والاتفاق على هدف بغض النظر عن النتيجة، لأنها يجب ان تبني لما هو لمصلحة المواطن على المدى المستدام”.