مع تعذر خروج المبادرات المحلية من دوامة التعقيدات الحكومية، تحولت الأنظار اللبنانية الى المبادرات الخارجية، وبالتحديد الى الموقف الأميركي ـ الفرنسي المشترك، الذي عبر عنه أمس وزيرا الخارجية الأميركية والفرنسية انتوني بلنكن وجان ايف لودريان، ومفاده ان واشنطن تدفع باتجاه تبني وتنفيذ المبادرة الفرنسية، التي ستتوسع عربيا، وربما من خلال الاتصالات الفرنسية مع طهران ايضا.
الوزيران الأميركي والفرنسي شددا على الضرورة الملحة لتشكيل حكومة «ذات مصداقية» في لبنان، تمهد الطريق لتنفيذ الاصلاحات اللازمة، بالتعاون مع الشركاء الاقليميين والدوليين في تقديم دعم بنيوي اضافي طويل الأجل للبنان، كما شدد البيان الأميركي ـ الفرنسي على اعلان نتائج التحقيق بأسباب انفجار المرفأ، بعيدا عن التدخلات السياسية، وهذا ما طالبت به السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو.
وتوقفت المصادر المتابعة، عند عبارتين جديدتين في البيان الأميركي ـ الفرنسي وهما: الضرورة الملحة تشكيل حكومة «ذات مصداقية» وكلاهما تردان لأول مرة.
غير ان الناشط السياسي نوفل ضو سجل على المبادرة الفرنسية «تعاميها عن سلاح حزب الله كسبب للأزمة، وطرحها علاج النتائج والذيول».
وبمعزل عن هامشية التجاذبات الداخلية في موضوع تشكيل الحكومة، امام المعطيات الاقليمية والدولية الطاغية، فإن من المفيد الإشارة الى الحلبة المحلية وعناصر الخلاف المتناحر حوله، وهي التوزيعة الوزارية بين الفرقاء السياسيين المتخفين خلف حقوق طوائفهم، والتي تتمحور حول توزيعة «الثلاث ستات» وهذا الصراع ليس جديدا، لكن تمسك الرئيس سعد الحريري به هو الجديد، خصوصا اصراره على اعتبار الوزير الأرمني من ضمن الستة وزراء، حصة الرئيس عون وتياره السياسي، بينما يتمسك الرئيس عون بأن من حق الطائفة الأرمنية ان تسمي هي من يمثلها، ومن هنا كانت الدعوة الى اعتماد «وحدة معايير» وبالتالي انكار كل ما يقال عن تمسك الرئيس عون بالثلث المعطل.
بيد ان الفريق الآخر يقرأ في فصل الوزير الأرمني عن حصة عون وتكتله السياسي، الذي يعد هذا الوزير جزءا منه على المستوى العملي، محاولة التفافية للوصول الى الثلث زائد واحد، اي الثلث المعطل.
ويرى الفريق الرئاسي وحلفاؤه ان زيارات الحريري الخارجية تصب في خانة الاستقواء على رئيس الجمهورية وفريقه الرئاسي، وان الرئيس عون لايزال يرى ان الرئيس الحريري متمسك بمحاولته الدخول الى القصر الجمهوري من الباب الغلط، فالتفاهم اولا مع عون هو مفتاح الحل للمعضلة التي كبل الرئيس المكلف نفسه بها، والرئيس عون لن يطلق النار على نفسه او على فريقه السياسي، لأن المطلوب منه الانتحار او التسليم بنهاية عهده مبكرا وهذا لن يحصل.
من جهته، وجه أمين سر كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب أنور الخليل أمس رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية ميشال عون دعاه فيها الى التنازل عن «موقفكم وموقف صهركم المتعنت (على حد وصفه) بعدم الاستجابة لمطلب قيام الحكومة إلا بشروطكم، على قاعدة المحاصصة والثلث المعطل وترك الشعب لمصير مشؤوم محتوم من عوز وبطالة وجوع، وثورة ناقمة على حكمكم وأصوات ساخطة على العهد الذي أوصلهم إلى هذه الأوضاع المزرية والمؤلمة».
وأضاف «ما تتركونه لهم هو أرض محروقة وخزائن فارغة من المال، ووطن مشرذم مطيّف، لا ازدهار فيه ولا استقرار وأفق بلا مستقبل يرجى».
وختم الخليل «خافوا الله وتنازلوا لمصلحة بقاء الوطن والكيان وفكوا أسر الحكومة بالإسراع بتأليفها دون إبطاء، وإلا، وبكلام أمين سر كتلتكم، فإن المصير هو الانفجار الكبير».
وعن موقف حزب الله، شدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن «ليس لايران اي علاقة بقرارات حزب الله في ملف تشكيل الحكومة، وحزب الله في لبنان يعمل لتشكيل الحكومة ويريدها دون ان يكون لأي احد علاقة بموقفه في الملف الحكومي»، مشيرا الى أنه «بعد الانتخابات الاميركية الواضح ان المشكلة الداخلية في لبنان هي الاصل في معالجة تشكيل الحكومة».
ودعا قاسم الى «تدوير الزوايا ومحاولة التفاهم على المشاكل العالقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وحزب الله يعمل من اليوم الاول على تشكيل الحكومة وتسهيل انجازها».
على صعيد ڤيروس كورونا، اوصت اللجنة الوزارية لمكافحة الوباء بفتح جزئي تدريجي اعتبارا من الثلاثاء المقبل، على الرغم من استمرار المؤشرات الوبائية المرتفعة، فالوفيات بلغت اول من امس 82 حالة، وبلغت الاصابات 3107.
رئيس لجنة الصحة النيابية د.عاصم عراجي يخالف رأي اللجنة الوزارية، واقترح تمديد الاقفال لغاية 15 الجاري.
ويشمل إعادة الفتح المحلات التجارية، والمعامل مع تحديد دوامات عمل، والإبقاء على صالات المطاعم والمقاهي، والنوادي الليلية وصالات السينما وقاعات الاحتفالات مقفلة، مع العودة إلى نظام المفرد والمزدوج، وابقاء حظر التجول ليلا.
رئيس لجنة المكافحة د.عبدالرحمن البزري أكد على وصول لقاح «فايزر» قبل موعده في منتصف فبراير، ونفى التأخير المحكى عنه بسبب الأمور اللوجستية، التي لها علاقة بتدريب وزارة الصحة للعناصر التي ستتولى ادارة عملية التطعيم، والتي ذكرت صحيفة «نداء الوطن» انها باتت في عهدة الهيئة الصحية التابعة لحزب الله، وقال ان لقاح «فايزر» سيأتينا تباعا من بلجيكا، حيث يوجد المعمل الأوروبي لهذه الشركة.
الأنباء