اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في رسالة الجمعة، “أن قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، جاء ليؤكد شراكة الناس في ما بينها، بكل ما من شأنه حماية الناس وعونها وتفريج كربها وتخفيف همومها ومنع ضائقتها. حتى أن الله تعالى قدم خدمة الناس ضمن أكبر فرائضه ومحاريبه، بل اعتبرها كالمتشحط بدمه في سبيل الله، وأن من يرى حاجة الناس وهو قادر على إغاثتهم ولم يفعل، فقد خرج من دين الله وعصمته”.
وأكد أن “واجب الجميع العمل بكل الإمكانيات لسد حاجات الناس، وتوظيف الطاقات في مكانها الصحيح لإغاثة مجتمعنا وناسنا التي تعيش في هذه الفترة أسوأ حرب اقتصادية واجتماعية بخلفيات دولية وإقليمية ومحلية، من قبل قوم يتعاملون مع حاجات الناس بعقلية حيتان، ويحتكرون سلعها ودواءها وحاجياتها في مخازن ومستودعات يأكلها الفساد”.
ورأى أن “هذا ما نعاني منه في هذا البلد، وخاصة أننا وسط دولة مشلولة ومرفق عام معدوم، وفلتان اقتصادي وتجاري وسياسي، وتخل معيب من السلطة عن شعبها، لدرجة أن السلع المدعومة موجودة، لكن في المخازن والمستودعات المحتكرة”.
وطالب بـ”رفع الدعم عن تجاوزات المدعومين، وليس عن الشعب المنهوب والمقهور، والمفروض بالدولة إنقاذ ناسها وفقرائها، لأن أغلب الناس اليوم فقراء معدمون، وبحاجة إلى سياسات انقاذية خاصة أن سياسات التصنيف والدعم هي دعائية أكثر منها فعلية، ودور المؤسسات والجهات الرسمية في هذا المجال معيب ومخز للغاية”.
أضاف: “لأن ظروف البلد كارثية، فمن الضرورة تشكيل حكومة إنقاذ، لا حكومة تحد أو حكومة تطويب انتخابي، بل إن تشكيل الحكومة اليوم يكاد – إن لم يكن – يساوي ضرورة حماية وجود لبنان. وعندما يكون لبنان في مهب الريح، المطلوب حماية القرار السياسي، على قاعدة حماية الناس ومصيرها ومركز ثقلها السياسي. وهنا أحذر بشدة من تحويل الشارع إلى لعبة أكياس رمل، لأن لعبة الشارع – وخاصة أن أرضيته خصبة – تكاد تتحول إلى كرة نار وكارثة وطنية”.
وعن “الاستباحة الإسرائيلية للسيادة اللبنانية المستمرة”، فشدد على ضرورة “رفع السقف عاليا في الدفاع عن سيادة لبنان، والمفروض بالقرار السياسي ووزارة الخارجية والقوى الوطنية أن تبذل ما في وسعها، وبالوسائل كافة كي تحمي لبنان أرضا وجوا وبحرا وثروات. ولا شك أن التلويح بعصا الدفاع الجوي هو أكبر وسائل حماية سيادة لبنان”.