لم يتلق رئيس مجلس النواب نبيه بري، بيان الرد عليه من الرئيس ميشال عون بالارتياح، وتقول الأوساط القريبة من عين التينة «للأنباء» ان رئيس المجلس كان يفضل ان يصدر مثل هذا النفي عن التيار الحر، لأن الرئاسة بردها وضعت نفسها في مرمى بيانه، وهو المستاء أساسا من موقف الرئيس حيال تشكيل الحكومة، والذي يرى فيه اختزالا لمجلس النواب ولصلاحياته، وهو الذي سمى الرئيس المكلف ويعطي الثقة للحكومة أو يحجبها، بينما أعطى الدستور رئيس الجمهورية حق توقيع مرسوم تشكيل الحكومة، لا الحق بإجهاضها قبل التأليف.
بالمقابل تقول مصادر تيارية، انه بقول بري «التعطيل من عندياتنا»، رفع المسؤولية عن حزب الله وإيران التي تريد مقايضة الحكومة مع الولايات المتحدة لا مع فرنسا، ليأتي الجواب على هذا القول من د.تمام نور الدين الناشط المقيم في باريس، عبر التأكيد لقناة «الجديد» بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مصرّ على حكومة، حتى لوكانت «كيفما كان»، متحدثا عن ضغوط معينة على الطريق.
ويذكر انه مضى على استقالة حكومة حسان دياب 176 يوما وعلى تكليف الحريري 103 أيام. وقد هدأت جبهة البيانات على محور بعبدا – بيت الوسط، لتشتعل على محور بعبدا – عين التينة.
ووفق مصادر اعلامية، فإن مبادرة بري استدعت لقاء سرياً مع الرئيس المكلف سعد الحريري، وقد نقلت المبادرة الى الرئيس عون من خلال وسيط حليف للطرفين، فالتقى الوسيط رئيس التيار الحر جبران باسيل، الذي رفض الطرح، بحسب قناة الجديد، متمسكا بالثلث المعطل.
وأمام انغلاق باب الحل من الداخل، اعلن رئيس المجلس النيابي، ان عرقلة الحكومة ليس من الخارج، انما من «عندياتنا» غير ان سيل بيانات النفي او التوضيح الصادرة من بعبدا، أكدت جميعها ان الرئيس عون، لن يقبل التأليف الا بثلث معطل، مهما بلغت الأزمة من التأزم، ومهما ارتفعت وتيرة عظات البطريرك الماروني بشارة الراعي الى حد الاعتراف بكون الشعب اللبناني اصبح يتيما.
واللافت في هذا السياق، دخول المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى على الخط داعما موقف الرئيس نبيه بري، وداعيا الآخرين الى توفير الدعم، حفاظا على الوطن وعلى الاستقرار، ما يعكس موقف حزب الله المؤيد لتحرك بري، وسرعان ما انضمت حركة أمل الى المرحبين بهذا الموقف وقد يكون هذا من تحصيل حاصل. لكن الاعلان يأخذ بعد موقف المجلس الشيعي الأعلى، منحى التعبير عن وحدة موقف الثنائي الشيعي حيال عقدة الثلث المعطل التي ينكر الرئيس عون وجودها من جهته. ويعتبر النائب السابق فارس سعيد ان رفض بري الثلث المعطل في الحكومة يشكل اول انذار من حزب الله الى التيار.
غير أن اللافت ما أعلنه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في لقاء مع قناة «الحرة» ان لجبران باسيل الحق في التدخل بتأليف الحكومة، وقال ابراهيم: أنا لا أؤمن بأن هناك من ليس له حق التدخل، والوزير باسيل يمثل كتلة نيابية وازنة، يتدخل او لا يتدخل؟ القرار له، واذا كان هو لم يتدخل نحن سنسأله رأيه.
في ملف الجائحة سجل عداد كورونا 63 حالة وفاة و2020 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي الى 30372 اصابة و3806 وفيات، وأحصت قوى الأمن الداخلي 53 اصابة في السجون اللبنانية. ويبدو أن الاقفال العام خفف نسبة الإصابات وبالتالي الضغط على المستشفيات، التي تغص حتى الآن، بـ958 حالة في غرف العناية.
ويتوقع رئيس اللجنة المكلف بمكافحة كورونا، د.عبد الرحمن البزري، اعادة الفتح التدريجي بعد الثامن من فبراير، وان القرار سيصدر بعد غد الجمعة، وسط مطالبة المؤسسات الصحية بأن يستمر اقفال دور العبادة والمطاعم وأماكن اللهو، ويتوقع صدور القرار عن اللجنة الوزارية التي يترأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، كما حصل في القرار الأخير.
الأنباء الكويتية