رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد عبر إذاعة “لبنان الحر” ضمن برنامج “استجواب” أن “ما حصل في طرابلس واقع مؤسف وكان مقدرا ان نصل الى هنا خصوصا مع طبقة سياسية فاشلة كهذه لا تعرف التعاطي مع كل قضايا المواطن الذي يدفع وحده الفاتورة، لكن في أول استحقاق سيعبر المواطن عن غضبه وقرفه، وطرابلس هي نموذج عن سياسات دولتنا من إفقار الشعب والتحكم بالفرد انتخابيا”.
أضاف: “جزء كبير من الذي حصل في طرابلس هو تعبير عن غضب وإهمال وفقر، وطبيعي أن تكون هناك أياد مندسة، وهدف الفتنة واضح لغايات مشبوهة لكن زعزعة الامن في لبنان لا تفيد أي فريق داخلي، وهناك نوع من تصفية الحسابات خصوصا في ظل البيانات التي تصدر بين بعبدا وبيت الوسط، فما يحصل ليس بريئا ولا أعلم أي دولة تريد تفجير لبنان وفي حال انفجر فلن يبقى هناك لبنان. هناك خفة بالتعاطي ورعونة بمقاربة الملفات ولا أرى شعبا كالذي في لبنان، ففي ظل كل هذه الأوضاع يشن العهد هجومات عبر الاعلام فذلك معيب”.
وتابع: “دولتنا ترى بعين واحدة واستنسابية وهي قائمة على فقدان المعايير، لكن أعتقد أنه يجب التشدد أكثر لان ما يحصل فتنة وإذا بدأت فهي لن تتوقف ولا شيء سيكبحها حتى أن المؤسسات الأمنية ستكون عرضة للزعزعة”.
وعما اذا كان النظام السوري يهدد بتفجير طرابلس في حال فتح ملف باخرة نيترات الامونيوم، قال سعد: “إنفجرت بيروت كلها وحتى اليوم لا نعلم من وضع النيترات ومن المسؤول ولم تحصل توقيفات فليس مستغربا أن يكون عدد التوقيفات 5 فقط في طرابلس. الأسوأ آت ونظرية المؤامرة لسنا مقتنعين فيها، نحن دولة فاشلة ولو كان جزء من ثقافتنا قدرية لكن هناك جزءا كبيرا من المسؤولية على الفرد. نحن كقوات مؤمنون بأنها الفرصة الأخيرة للنظام الذي هو على المحك ويجب أن يثبت أنه قائم ولا فرصة غيرها واذا فقدها فذاهبون الى نظام آخر والى لبنان لا نعرفه. برأيي لا يوجد نظام سوري ومن يرمي براميل متفجرة على شعبه هل ستهمه باخرة نيترات؟ أصلا خرب النظام السوري لبنان كله والمجتمع الدولي وقف متفرجا على السفاح وما فعله بشعبه. هناك مسؤولون لبنانيون مسؤولون عما وصلنا اليه واذا كانت فعلا الدول تصفي الحسابات فلأن لبنان أرض خصبة لهذه الغاية”.
وسأل: “كيف يمكن تحقيق إصلاح وتغيير في لبنان والمسؤولون فاسدون وسارقون بالأساس؟ عندما تقرر الدولة اللبنانية تطبيق من أين لك هذا تسجن على الأقل نصف الفاسدين، وأتوجه الى قائد الجيش فإذا ما ضرب بيد من حديد سنرى مشاهد كطرابلس في مختلف المناطق وسنصبح أمام مشاريع مشبوهة”.
وعن الموضوع الحكومي أكد سعد أنه “لدينا نقص في رجال الدولة وأخاف ان نقول باي باي للبنان الذي نعرفه ولا أرى حكومة في الأفق، وفي حال تشكلت وقادتها الطبقة الحالية سنستمر بالانهيار وما رح يطلع من أمرها شي. مطلوب حكومة اختصاصيين مستقلين والمسؤولية مشتركة بين عون والحريري فليجلسوا سويا من دون أشباح ولا شياطين ويعملوا على تأليف حكومة. أدعو الحريري الى أن يطرح عبر الإعلام تشكيلته ولننته من وطاويط الليل في تشكيل الحكومة وليتحمل كل مسؤولياته وليحكم الشعب. الحريري لين وكنا ننتقده لأنه لين زيادة عن اللزوم ورئيس الجمهورية يجب ان يكون مسؤولا عن كل الحصص ويعطي رأيه بكل وزير، بالشيعي قبل المسيحي، وللأسف لم نر أي ممارسة تدل على أن عون رئيس جمهورية لبنان فهو لا يزال يتصرف وكأنه رئيس التيار”.
وتعليقا على كلام ماكرون، رأى سعد أن “الأخير لم يكن يعلم ما ينتظره في لبنان ومع أي نوع من البشر يتعاطى. وأي حكومة اليوم هي أفضل من الفراغ القاتل، فالمشكل تخطى تشكيل الحكومة ونتكلم عن طبقة فاشلة وفاسدة لن توصلنا الى أي مكان إذ انها حتى لو شكلت حكومة اختصاصيين ستكون فاشلة. هذه الطبقة ميؤوس منها لذلك طالبنا بانتخابات نيابية مبكرة. لا يكفي المواطن أن يعبر عن غضبه بل هو أيضا مسؤول لأنه أعطى صوته لجهة معينة في الانتخابات. نحن اليوم أمام حلين: فإما إنتخابات نيابية مبكرة، وعلى الأرجح أنها لن تحصل، وإما ان تندلع ثورة كاملة وشاملة”، مضيفا “لو كنت مكان الحريري كنت اعتذرت عن تأليف الحكومة، هو يعلم تداعيات ما يفعله ولا نستطيع إلا أن ندعمه عندما يتطلب الامر ذلك”.
وعن تشكيل جبهة المعارضة وصعوبة تأليفها، لفت سعد إلى أن “المكونات ليست على الموجة نفسها إذ أن كل فريق يرى المعارضة من وجهة نظره وينطبق الأمر أيضا على السلطة الحاكمة. أمامنا عقبات لكن كان لنا شرف المحاولة للخروج من الأزمة”، مضيفا
“المشكل الأساسي في لبنان السلاح غير الشرعي والثاني هو العهد وتصرفاته، لا يمكن تشكيل معارضة و”نطنش” على سلاح الحزب فلا يمكن بناء دولة في ظل ميليشيا. لا نسمح لأحد بأن يقوم القوات فنحن لدينا تاريخ من التضحية في سبيل لبنان ولا نطلب شهادات حسن سلوك من أحد، لا من المجتمع المدني ولا من حلفائنا ولا من معارضينا. نسعى الى التفتيش عن شركاء حقيقيين لتشكيل جبهة معارضة قوية. أرى مجموعات مشتتة في لبنان وأكثر فريق وازن هو القوات ويجب أن نضع يدنا بيد كل مسؤول لديه ثوابت مشتركة معنا وأقربهم المستقبل والاشتراكي. لا مشكلة بيننا وحزب الكتائب ولا نختلف بمقاربة الأمور إلا أن أداء رئيسه سامي الجميل استفزازي وبدأ المشكل يأخذ منحى نفسيا”.
وعن المشاركة في تحركات الثورة أجاب سعد: “قواعدنا شاركت في تحركات الثورة فهم جزء من المجتمع، نسجل تحفظا على طروحات الثورة، على قدر ما هي محقة على قدر ما كانت بعض الطروحات مشبوهة ونحن لا نريد أن تنحرف الثورة عن مسارها وان تأخذ مجراها من دون تدخلات سياسية وفي مفاصل كثيرة حرصنا على ألا تنحرف”.
وعن التحقيق السويسري وقضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رأى أن “ما يحصل اليوم هو استكمال لضرب كل المؤسسات في لبنان، صحيح أن سلامة أخطأ لكن لا يمكن ان نصب المسؤولية كاملة عليه وأن ننسى الطبقة السياسية كلها التي كانت شريكة بانهيار لبنان”.