فيما فريق التعطيل يمعن في إيقاف عجلة الحياة السياسية والعامة في البلاد، يدفع المواطنون مزيداً من الأثمان الباهظة جراء هذا النهج الانتحاري الذي ينعكس أيضا على المسار الصحي في مواجهة وباء الكورونا وعلى المسار المعيشي في إرتفاع أصوات العائلات الفقيرة التي زادت جوعاً في ظل الأزمة الإقتصادية وانعدمت أحوالها بسبب إقفال البلاد من دون النظر في كيفية دعمهم، وقد شاهد الجميع كيف نزل هؤلاء في مناطق مختلفة يصرخون من أجل لقمة العيش.
ومع فشل غالبية المساعي والمبادرات التي هدفت إلى تقريب وجهات النظر لتشكيل الحكومة، خصوصا بعد أن تأكد ان تعطيل هذا الملف لم يكن مرتبطا بانتظار تسلم الرئيس الأميركي جو بايدن ولا بأجندته التي يتضح أنها تتركز على معالجة الوضع الصحي داخل بلاده، فقد كان لافتاً البيان المقتضب الذي صدر عن الخارجية الفرنسية وتضمن عتباً شديداً على الأطراف اللبنانيين الذين فشلوا بتشكيل الحكومة. وإذا كان البيان الفرنسي لم يشر الى أية مبادرة جديدة، إلا أن استمرار الإهتمام الفرنسي ولو عن طريق اللوم يبقي نوعاً من الأمل بأن هناك ثمة دولة كبرى لا تزال تهتم بلبنان، فيما أهل الحُكم هنا لا يهتمون الا بتدميره، بل أضف الى ذلك أن هذا الفريق يعيش انفصاماً بين الأداء والموقف، إذ رغم كل ما يرتكبه تعطيلاً لتأليف الحكومة خرج التيار الوطني الحر ببيان أمس يحمّل خصومه المسؤولية، ثم يدعوهم رغم كل الإهانات التي يوجهها رموز التيار الى الافرقاء السياسيين الى ما يصفه البيان “أعلى درجات التضامن الوطني والتزام الجميع بالميثاق والدستور”، رغم أنه لم يوفر فرصة لنقض الدستور يوميا والالتفاف عليه ببدعٍ “جُرصة”.
“تيار المستقبل” رد على “التيار” عبر مصادره التي قالت لجريدة الانباء الالكترونية: “اذا كان يعتقد أنه وصي على العهد، فلا دخل له بالحكومة. واذا كان يستعجل تشكيلها فإنها موجودة في عهدة رئيس الجمهورية”.
مصادر عين التينة دعت بدورها عبر جريدة “الانباء” الالكترونية الى تشكيل الحكومة في أسرع وقت “والكف عن المزايدات التي أخرت تشكيلها أربعة أشهر”.
من جهتها، مصادر مواكبة لهذا الملف كشفت لجريدة “الانباء” الالكترونية ان “زيارة الوزير السابق سليم جريصاتي الى بكركي لم تقنع البطريرك مار بشارة الراعي الذي قال لجريصاتي “ما تفوّتوا الناس بالتفاصيل السخيفة، المسألة لم تعد تحتمل غنج ودلع روحوا صدروا مراسيم الحكومة””.
المصادر نفسها أكدت ان “بكركي لم تنحاز الى موقف رئيس الجمهورية ميشال عون وهو ما أزعج بعبدا”، معتبرة ان “تشكيلة سعد الحريري كان يمكن لها ان تقطع المرحلة بانتظار نقل لبنان من الحفرة التي يتخبط بها والتي جعلته دولة فاشلة بكل المقاييس”.
وقالت المصادر: “لاحظوا كيف ان السعودية وغالبية الدول العربية نفضت يدها من لبنان واعتبرته دولة مرتمية بأحضان حزب الله في وقت كان بإمكان حزب الله تجنب هذا الموضوع، لأنه ليس بحاجة لمصادرة قرار الدولة اللبنانية، فهذا كله كان بالغنى عنه، ولما وصل لبنان الى هذه الكارثة”.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار استعرض عبر جريدة “الانباء” الالكترونية مراحل تطور الخطاب السياسي للتيار الوطني الحر منذ قبل التسوية السياسية مع الحريري وقبل اتفاق معراب وحديثهم الدائم عن الميثاقية، وقولهم “لماذا يحكم السني القوي والشيعي القوي ولا يحكم الماروني القوي، وكيف كانوا يعطلون دورة مأموري الاحراج لأنها لا تضم مأمورين مسيحيين، وكذلك بالنسبة لموظفي كهرباء لبنان حيث أنهم تركوا شارل مالك وفؤاد شهاب وكميل شمعون وغسان تويني وذهبوا يفتشون عن مأمور احراج ليختبئوا وراءه، فالمهم ان تكون المسألة على قياسهم”.
نصار ذكّر بأن “عون قبل اتفاق معراب دعا الى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، فلو حصل ذلك فكم من الأصوات كان سينالها”، لافتا الى “أنهم ومنذ ???? وهم يحملون لواء الميثاقية حين تناسبهم ولا يعنيهم لا إصلاح ولا تغيير”.
وفي ضوء المعلومات والتقارير التي صدرت من أكثر من جهة حول معطيات جديدة بشأن انفجار مرفأ بيروت، تصب في خانة ما كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أول من لفت إليها منذ أسابيع بإشارته الى دور النظام السوري، فإن النائب نصار قال إن هذه المعطيات “ستقلب الامور وقد تغيّر مسار التحقيق”، لكنه استغرب في الوقت نفسه “صمت الاجهزة الأمنية مع العلم أن كل المعلومات هي في عهدتهم”.
وتخوّف نصار من أن “التحقيق المحلي لن يوصل الى شيء، ولذلك طالبت القوات اللبنانية بلجنة تحقيق دولية لمعرفة كيف دخلت النيترات الى المرفأ ومن الجهة المستفيدة منها”.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر قانونية لجريدة الانباء الالكترونية ان “الايام المقبلة ستحمل مفاجأة من العيار الثقيل بشأن انفجار ? آب، وأن هذا الملف لن يقفل ولن يتوقف التحقيق به مهما حاولوا تطويق القضاء، وسيطال رؤوساً كبيرة”.
وعلى صعيد الشأن الصحي، وفيما أملت مصادر طبية ان تساعد الايام المقبلة على ان تأخذ مفاعيل التعبئة العامة النتائج المرجوة منها وتخفيف الضغط على غرف العناية الفائقة، فقد أكد رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي عبر جريدة الأنباء الالكترونية حاجة لبنان لتلقيح ثلثي المقيمين على الاراضي اللبنانية لضمان خلاص لبنان من هذا الوباء، مناشدا الحكومة ووزارة الصحة تأمين اللقاحات المطلوبة بأية طريقة.
الأنباء