عقد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش مؤتمرا صحافيا تناول فيه واقع المستشفيات في كسروان في ظل جائحة كورونا وتعاطي الدولة ووزارة الصحة مع هذه الازمة مقترحا حلولا على المديين القصير والمتوسط .
واستهل المؤتمر مشيراً إلى انه “مرة جديدة يكون اللبنانيون أمام تحد وجودي . لا يخفف من وقع هذا التحدي أن العدو، هذه المرة فيروس، يهدد البشرية. ربما على العكس يزداد الخطر لان للعالم اولوياته، ونحن متروكون لمصيرنا في دولة تواصل التخبط في قراراتها واجراءاتها ومقاربتها لمواجهة هذه الجائحة. صحيح جميعنا شركاء في المسؤولية ، لكن المسؤول الاول هي الدولة ووزاراتها وأجهزتها. وهي المطالبة بوضع الخطط وفرض تطبيقها بالقانون. اما رمي التهم على الافراد والقطاعات الخاصة فهروب من تحمل المسؤولية وتغطية للعجز والتقصير”.
واضاف: “اذا كان العالم قد تجنّد لينتصر على الكورونا ما نزال في لبنان، كعادتنا، ندخل في صراعات وصغائر تنعكس على حياة الناس، واسمحوا لي أن اتحدث اليوم عن كسروان كنموذج في كيفية التعاطي مع هذه الجائحة. واستهل الكلام بتوجيه تحية تقدير للجسم الطبي والتمريضي والمساعدين وكل عامل في ازمة كورونا من موظفين في المختبرات الى المشرفين على التجهيزات وعمال التنظيفات. لهم ننحي ونصلي”.
وتابع: “حتى الامس بلغ عدد المصابين في كسروان أكثر من ألفي مريض. ولم تسلم مدينة وبلدة من خسارة احد ابنائها، ومنهم أهل وأصدقاء وأحبة، قلوبنا معهم في هذه الظروف القاسية وان كنا نعرف ان كل تعاطف ودعم عن بعد لا يكفي”.
وسأل الدكاش: “ما الذي قدمته وزارة الصحة والمسؤولين في كل قطاعات الدولة لهذه المنطقة وأهلها؟ وكيف تم التعامل مع المستشفيات الخاصة والحكومية؟، مضيفاً: “لا اتردد في القول اننا مع الاسف لم نرق الى مستوى الخطر الوجودي الذي يهددنا. فها هو مستشفى البوار الحكومي يكافح باللحم الحيّ. لقد تخطى المستشفى قدرته الاستيعابية. المرضى على الارصفة وفي غرف الطوارئ غير المجهزّة. الامكانيات قليلة والحاجات الى تزايد سواء على مستوى التجهيزات أوالطاقم الطبي وسأقولها بصراحة لولا الدعم المشكور لاتحاد بلديات كسروان ورئيسه جوان حبيش ومساندة بعض الخيّرين والمتبرعين في المنطقة لكانت حال المستشفى اصعب بكثير”.
واردف: “اما المستشفيات الخاصة، والتي نفتخر باسهاماتها في رفع المستوى الطبي والاستشفائي في المنطقة، فهي مع الاسف، واقولها بكل محبة، لم تستنفر كل طاقاتها، كما هو متوقع منها، في مثل هذه الظروف”.
وقال: “أعرف تماما الصعوبات التي تواجهها واعرف ان لها مستحقات مع الدولة وانها تواجه مشاكل مع الجهات الضامنة وان ازمة الدولار تضيّق الخناق عليها، لكن كل ذلك لا يجب ان يمنعها من ان تكون اولوياتها في هذه الظروف هي لانقاذ الناس والتخفيف من تداعيات هذه الجائحة. هو زمن الصمود والتضامن وليس زمنا لتحقيق الارباح او تسجيل النقاط على السلطة الفاشلة ولا هو زمن تصفية الحسابات”.
وتوجه الدكاش الى وزير الصحة سائلاً: “ما الذي يمنعه من مساعدة مستشفيات كسروان وتجهيزها ؟ لماذا نترك الناس تتوسل الدخول الى مستشفى بحثا عن الاوكسيجين في حين ان كثيرا من الاسِرّة فارغة؟ اين خطة الطوارئ على المديين القصير والمتوسط التي وضعتها الوزارة بناء على مصلحة الدولة العليا وألزمت الجميع بالتعاون معها لانجاحها؟ يجمع اصحاب الاختصاص على أن هذه الجائحة مستمرة، وليس لمدة قصيرة، فكيف نستعد لمواجهتها؟”
وطالب وزارة الصحة بالتزام خطة فورية تقوم على المدى القصير ب:
– اولا: دعم مستشفى البوار الحكومي ورفع قدرته الاستيعابية من خلال استثمار كامل قدرات المستشفى وأقسامه وتجهيزه بكل ما يلزم من الآت ومعدات لذلك، إسوة بعدد من المستشفيات الحكومية الاخرى، فلا يُكال بمكيالين في التعاطي مع الازمة.
-ثانيا: رفعُ أعداد الطاقم الطبي متجاوزين التعقيدات الادارية. ففي زمن الانتخابات لم يتردد المسؤولون عن حشر الآف الموظفين غير المنتجين. اليوم في هذا الزمن الاستثنائي نحتاج الى قرارات استثنائية.
ثالثا: تحويل مستشفى البوار الحكومي، الذي اثبت كفاءة عالية، ادارة وموظفين، في التعاطي مع الازمة الى مستشفى مخصص بالكامل لمعالجة مرضى الكورونا.
رابعا: التعاقد فورا مع أحد المستشفيات العاملة في المنطقة وتخصيصه لمعالجة مرضى الكورونا اقله لثلاثة أشهر، مع ما يستدعيه ذلك من دعم لوجستي ومادي ومعنوي.
خامسا: تحفيز وزارة الصحة كل المستشفيات في كسروان على زيادة عدد اسرة الكورونا وتخصيص اجنحة جديدة لمعالجة هذا الفيروس.
أما على المدى المتوسط، رأى ان المطلوب وضع برنامج نستفيد منه من الصندوق المخصص للكورونا في وزارة الصحة والمساعدات التي تتلقاها للاستعانة بما هو متوافر من مؤسسات استشفائية في كسروان. وهنا، وبعد ان أعزي عائلة الدكتور جوزف الحاج وبلدته عشقوت وسائر الكسروانيين بوفاته، وهو الذي خدم هذه المنطقة واهلها من كل قلبه، وطبب ابطال المقاومة اللبنانية في الزمن الصعب، أقترح الاستعانة بمستشفى الحاج في عشقوت وتجهيزه في فترة زمنية مقبولة لاستقبال مرضى كورونا.
وانني أدعو الزملاء نواب المنطقة واتحاد بلدياتها وبلدياتها وجميع قواها وفعالياتها الى التضامن والضغط على الحكومة ووزارة الصحة لتجهيز منطقة كسروان بما تحتاجه مستشفياتها من تجهيزات وطواقم طبية.
واشار إلى انه في 10 حزيران 2020 زارنا وزير الصحة حسن حمد في كسروان وقال”في وقت كان الاحباط والخوف يسودان العالم كله بسبب هذا الفيروس فقد اثبت لبنان أنه جدير في مواجهة التحديات”.
واضاف: “عذرا معالي الوزير لم نعتد في كسروان تصديق الاوهام. “وعنا متل بقول المي بتكذب الغطاس”. فاي تحديات نجحنا في مواجهتها واهلنا يتوسلون سريرا على باب مستشفى ويشحدون النفس والاوكسيجين؟ مضت سنة من التخبط وسوء الادارة والقرارات العشوائية والمناكفات والحسابات الضيقة … فكفى”.
واعتبر ان كسروان تستحق وكل لبنان سياسة واضحة حاسمة، والاهم شفافة في مواجهة كورونا. لن نسمح بأن يموت اهلنا ولن نقبل باهمال الدولة لنا ولحقوقنا ونحن من نقوم بواجباتنا تجاهها، حتى في ظل أزمة كورونا.
وللدولة ووزارة الصحة قال: “خصصوا لمستشفيات كسروان الدعم المطلوب. زودوها بالتجهيزات المطلوبة وساعدوها للاستعانة بالطواقم الطبية الضرورية لمساعدة مرضى كورونا.”
وللمستشفيات اكرر القول: “هذا زمن التضامن ومحك انسانيتنا. التزموارسالتكم ونحن الى جانبكم، اما لاهلي في كسروان، مرّ علينا الكثير قاومنا وصمدنا، ومرة جديدة سننتصر على هذه الجائحة، باذن الله ، وسننجح بتضامن مجتمعنا، افرادا ومؤسسات وبلديات، في تجاوز هذه الأزمة.”