أوضحت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية، أن “الفيديو المسرّب من القصر الجمهوري حول الدردشة التي دارت بين الرئيس ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب قبيل انعقاد المجلس الأعلى للدفاع، تصدّر كل متابعة واهتمام نظرا لأبعاد الكلام الذي تقصّد عون إيصاله إلى مسامع الرئيس المكلف سعد الحريري، حيث جاء جوابه ردا على سؤال دياب له: ‘كيف صار وضع التأليف فخامة الرئيس؟‘، فأجابه: ‘عم بيقول عطانا ورقة… عم يكذب… عمل تصاريح كاذبة، وهلق ليك قديش غاب، ليك حظّن هاللبنانيين.. وهلق راح ع تركيا، ما بعرف شو بأثر… ما في تأليف‘.
ومعلوم أنّ التصوير لم يحصل عن طريق خطأ غير متعمّد وقعت به دوائر القصر الجمهوري، ولا يندرج في سياق السبق الصحفي، حيث من المعلوم ان دوائر القصر هي التي تعمل على التصوير والمنتجة والتوزيع، وبالتالي التسريب حصل عن سابق تصور وتصميم في رسالة مباشرة ومن دون لفّ ودوران وبالعربي المشبرح:
اعتذر عن التكليف دولة الرئيس، لا نريد التعاون معك، ليش ما عم تفهم علينا”.
وتابعت الدائرة، في بيان، اليوم الثلاثاء، “الرسالة المباشرة لعون ليست الأولى من نوعها، وكان سبقها رسائل بالجملة، بدءًا بتأخيره استشارات التكليف، مرورًا برسالته إلى مجلس النواب ليتحمّل مسؤوليته في حال أراد تكليف شخصية مجربة، وصولا إلى السجال المفتوح بين القصر الجمهوري وبيت الوسط، كما الهجوم المتواصل لرئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل على الحريري.
ويعبِّر رئيس الجمهورية في مجالسه بوضوح عن رفضه التعاون مع الحريري، ولا يريد أن تكون آخر حكومة في عهده برئاسته، وهذه النقطة تشكّل محور خلاف بينه وبين الثنائي الشيعي الذي يرى بالحريري شخصية المرحلة لاعتبارات داخليّة تتعلّق بالشارع السني، ولأسباب خارجيّة كونه الأكثر قدرة على الشبك مع الخارج، كما أنّ حزب الله تحديدًا لا يريد الصدام مع الحريري ونادي رؤساء الحكومات ومن خلفهم الشارع السني، وليس بوارد طبعًا التخلي عن تحالفه مع عون، وهذا ما يدفعه إلى الوقوف على الحياد وتحميله فريق العهد والرئيس الحريري مسؤولية عدم التأليف، وهذا أقلّه ما جاء في المواقف الأخيرة للسيد نصرالله، الأمر الذي أزعج العهد لجهة أنّ الحزب يحيِّد نفسه بدلا من أن يصطفّ إلى جانبه بشكل كامل”.
أضاف البيان، “لكن كلّ محاولات إحراج الحريري لإخراجه لم تنجح بعد، وعلى رغم وصولها إلى ذروتها أمس باتّهام عون للحريري بالصوت والصورة بأنّه “كذّاب”، فاكتفى الحريري بالردّ من دون الاعتذار، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ولا إجابة عليه بعد:
ما الذي يدفع الحريري إلى التمسُّك بتكليف مع فريق سياسي لا يريد التعاون معه؟
ولماذا لا يعتذر تاركا فريق الأكثرية يتخبّط بالأزمة التي وصلت إليها البلاد بسبب سياساته؟
وألا يعتقد، في حال تشكّلت الحكومة، بأنّ صراعات التأليف ستنسحب على كلّ بند من جدول أعمال مجلس الوزراء؟
وهل مازال يعتقد بأنّ ثمّة فرصة للإنقاذ مع هذا الفريق؟
وهل اقتنع بأنّ القوات اللبنانية كانت على حق برفضها التعاون مع فريق الأكثرية؟
وهل يمكن أن يصل إلى القناعة نفسها التي وصلت إليها القوات منذ 2 أيلول2019؟
فما يميِّز القوات اللبنانية ليس تمسّكها فقط بالثوابت الوطنيّة وعدم خروجها عن خطّها التاريخي منذ تأسيسها إلى اليوم، إنّما ما يميّزها أيًضا هو استشرافها للأحداث، حيث كانت أوّل من استشرف عقم التعاون مع الأكثرية القائمة ودعوتها إلى انتخابات فوريّة لتغييرها، ولكن على قاعدة أنّ “اليد الواحدة لا تصفِّق” ستبقى بانتظار اليد الوطنيّة الأخرى من أجل لبننة التغيير وإطلاق ديناميّة وطنيّة شعبيّة حيث ترى القوّات أنّ الظروف كلّها مؤاتية لإطلاقها تحت عنوان “العبور إلى الدولة”، وهو الشعار الذي أطلقته 14 آذار ولم تنجح بترجمته على أرض الواقع بسبب ظروف تلك المرحلة وتعقيداتها، ولكنّ الظروف الشعبية والخارجية اليوم هي أكثر من مهيّأة لوضع هذا الشعار حيّز التنفيذ”.