نشرت معظم الصحف الايطالية صباح اليوم المقابلة الحصرية التي أجرتها القناة الخامسة مع البابا فرنسيس. بعض الصحف الكبرى خصصت افتتاحيتها حول مضمون المقابلة التي انتظرها ملايين أمس.
وعن هذا الموضوع، لفت الكاتب الإيطالي روبيرتو نيغي في حديث إلى “الوكالة الوطنية للإعلام الى أنه “لم يحظ أي زعيم في العالم بشعبية مماثلة”. وقال: “لقد كان محط أنظار العالم الذي يحمل همومه، من أزمة كورونا إلى نزع التسلح والفقر والظلم في العالم. شعبية قداسة البابا تتخطى بكثير عدد المؤمنين المسيحيين، أنه يستقطب الشباب والنساء من غير الديانة المسيحية لجرأتة المتعاظمة”.
نادرا ما يسمح القيمون على الفاتيكان بمقابلات صحافية للبابا. أجرى المقابلة المبعوث الخاص لدى الكرسي الرسولي للقناة الخامسة فابيو ماركيزي راغونه. ويتميز البابا فرنسيس بعلاقته الجيدة مع الإعلام ، فهو يعرب عن ارتياحه للعلاقة مع الصحافيين، مشيرا إلى الاستفادة من أسئلتهم في بعض الحالات، والتي قد تكون صعبة ومحرجة بالنسبة للكرسي الرسولي.
وقال الحبر الأعظم في المقابلة: “للخروج من هذه الأزمة ورؤوسنا مرفوعة وبشكل أفضل ولائق، علينا أن نكون واقعيين وأن نتخلى عن مقولة الأنا ونقول نحن. يحق للطبقة الحاكمة أن يكون لها وجهات نظر مختلفة وأن تفرض سياستها الخاصة. ولكن في هذا الوقت يجب أن نواجه الأزمات بالوحدة. في هذا الوقت بالذات لا يملك أحد الحق بالتخلي عن الوحدة. النضال السياسي شيء نبيل، لكن إذا اراد السياسيون الاهتمام بالأمور الشخصية، فإنهم يذهبون لإفساد الأمور. أقول لجميع القادة السياسيين، للحكام والمؤسسات الكنسية ورجال الأعمال، أن يتخلوا عن كلمة “أنا” لفترة من الوقت ويقولوا كلمة موحدة “نحن” كي لا يخسروا هذه الفرصة”.
وجدد مواقف سبق وأعلنها، مشددا على أن “هناك خللا في السياسة العالمية، خصوصا المشاكل البيئية والاقتصادية”. وقال: “هناك دائما أعداد أقل من الأغنياء الذين يملكون الجزء الأكبر من ثروات العالم مقابل أعداد متزايدة من فقراء لا يتمتعون حتى بالضروريات”.
وتحدث البابا فرنسيس عن جائحة كورونا “التي تضرب بالمكان الأول المستضعفين”، ودعا الى تقبل اللقاح، قائلا: “اللقاح يجب أن يتم. إنه ضروري”. وأعلن أنه سيتلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا “الأسبوع المقبل”، معتبرا أن “رفض تلقي اللقاح يعكس نكرانا انتحاريا”.
وقال: “الأسبوع المقبل، سنبدأ بذلك هنا (في الفاتيكان) وقد أخذت موعدا. يجب القيام بذلك. أعتقد أن على الجميع تلقيح أنفسهم من وجهة نظر أخلاقية. إنه خيار أخلاقي لأن المرء يعرض صحته وحياته للخطر، وكذلك حياة الآخرين”.
أضاف: “حين كنت طفلا، أذكر تفشي وباء شلل الأطفال الذي أدى إلى إصابة عدد كبير من الأطفال بالشلل وكنا ننتظر اللقاح بفارغ الصبر. وحين أبصر اللقاح النور كان يعطى مع السكر، ثم كبرنا في ظل اللقاحات، ضد الحصبة، ضد هذا المرض وضد ذاك، لقاحات كانت تعطى للاطفال”.
وسأل: “لا أعرف لماذا يقول أحدهم كلا اللقاح خطير، إذا كان الأطباء يعتبرون أنه قد يكون أمرا جيدا ولا يظهر أخطارا محددة، فلماذا عدم تلقيه؟”.
وكان الحبر الأعظم علق قبل أيام على حصار الكونغرس في الولايات المتحدة، وقال: “أكرر أن العنف يدمر الذات على الدوام. بالعنف لا نكتسب شيئا وإنما نضيع الكثير. وبالتالي أحث سلطات الدولة وجميع السكان على الحفاظ على حس عال بالمسؤولية، من أجل تهدئة الأرواح وتعزيز المصالحة الوطنية وحماية القيم الديمقراطية المتجذرة في المجتمع الأمريكي”.
وقال من جهة أخرى: “علينا برعاية الأرض وحماية الأطفال والضعفاء، الذين يسعون إلى إنشاء مجتمع أكثر إنسانية وعدلا”.
وحذر من “اللامبالاة بمعاناة الآخرين وتجاهل مظاهر الظلم، وعدم المساواة وفضيحة الجوع في العالم والفقر وموت الأطفال بسبب نقص الماء والغذاء والرعاية اللازمة”.