الخبر بالصوت

كما في كل محطة يُفترض به فيها أن يحتكم الى موقعه ودوره وإلى الدستور وما يمليه عليه من واجبات وطنية فوق كل الحسابات، إذ عوض كل ذلك فإن رئيس الجمهورية ميشال عون وما إن استقبل البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي قصد بعبدا أمس متلمّساً طريقاً لحل عقدة الحكومة، حتى أحال مهمة الجواب إلى جبران باسيل، الذي سرعان ما قصد الصرح البطريركي ليخرج ملقياً عظة في الحرص على لبنان والحكومة والإصلاح والتحقيق والقضاء، وعلى المسيحيين بكل تأكيد. 

ومع قول البطريرك من على باب بعبدا بأنه كان يتمنى ان يعيّد اللبنانيون الميلاد ورأس السنة مع تشكيل حكومة، فهو قطع الشك باليقين بأن التأليف مؤجّل الى ما بعد رأس السنة وربما حتى إشعار اخر. 

مصادر بكركي أشارت عبر جريدة الأنباء الالكترونية الى ان الراعي ليس مكلّفاً القيام بوساطة من قبل أحد، وأن زيارته الى بعبدا هي روتينية وتأتي لوضع رئيس الجمهورية بنتائج جولته الأخيرة الى الفاتيكان وأوروبا ودعوته البابا فرنسيس الى زيارة لبنان، لكن تحسّساً منه بمعاناة اللبنانيين والضائقة الاقتصادية التي حلّت بهم رأى أن من واجبه الوطني والرعوي أن يسأل المعنيين عن الأسباب التي تؤخر تشكيل الحكومة الى هذا الوقت، لأنه من غير المقبول ترك الأمور على عاتق حكومة تصريف الأعمال لأنها لا تستطيع أن تحلّ المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون. 

ورأت مصادر بكركي انه من الضروري ان تُشكَّل الحكومة بأسرع وقت كي تتمكن من القيام بواجباتها وهي كثيرة ومتشعبة، فلبنان يعيش في أزمة خازقة والمسؤولين يتلهون بخلافاتهم، وهذا غير منطقي ولا يبشّر بالخير. 

المصادر أملت أن تلقى مساعي الراعي الاهتمام اللازم فيصار الى تحريك الملف الحكومي ومعالجة العقد التي تؤخّر ولادة الحكومة ولا يجوز أن تستمر الأمور على ما هي عليه. 

عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ادغار معلوف أشار في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى انهم كتكتل وضعوا البطريرك الراعي في صورة ما يجري وما جرى التفاهم عليه، وأنهم بانتظار موقف الرئيس المكلف سعد الحريري، مشددا على وحدة المعايير، وقال: “في حال طُبقت فلن يستغرق تشكيل الحكومة أكثر من ساعات”. 

وعمّا اذا كان التكتل منزعجاً من اعطاء وزارة المال للطائفة الشيعية، قال معلوف ان التكتل يعترض على طريقة تعاطي الحريري مع ملف التشكيل وليس فقط على وزارة المال. 

وأضاف: “اذا كان الحريري لا يريد مشاركتنا في الحكومة فلا مشكلة لدينا، ونحن قبلنا بحكومة اختصاصيين، ومن حق الحريري أن ينتقيهم من أصحاب الكفاءة ونظافة الكف، ولكن لماذا يتهمنا بأننا نطالب بالثلث المعطّل وكل الحكومات التي تشكلت كان لرئيس الجمهورية وللتيار حصة فيها؟ لماذا يريد ان يكسر القاعدة؟ وهل أصبحت المطالبة بوحدة المعايير تهمة؟”. وعن احتمال تشكيل الحكومة قبل العيد، رأى المعلوف صعوبة في ذلك “الا اذا تغيّرت المعطيات فحينها يمكن تشكيلها مطلع العام”. 

بدوره، عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب قيصر المعلوف قال: “فقدنا الأمل بتشكيل الحكومة، لأن المعنيين بالتشكيل لا يصغون لمعاناة الشعب فهم يختلفون على المحاصصة والبلد متجه الى الأسوأ”، لافتا الى انه بحال بقيت الأمور كذلك وتوقف الدعم عن السلة الغذائية وعن الدواء والمحروقات دون بديل، “فمن يضمن ان لا تحصل ثورة جياع بعد ازدياد موجة السرقات والخطف والقتل؟”. 

مصادر بيت الوسط أكدت من جهتها عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية ان “لا جديد في ملف تشكيل الحكومة، ولا زيارة قريبة للحريري الى بعبدا، وقد أبلغ البطريرك الراعي حرصه على البلد، لكن البلد لا يُحكم بالالية التي كانت متبعة في السابق، فلبنان في أزمة ومن الضروري معالجتها قبل الانهيار الكامل، والحريري لم يطلب من الراعي التوسط مع رئيس الجمهورية لأنه لا يريد شيئا لنفسه، وهو قبل مهمة التكليف لإنقاذ البلد لا أكثر ولا أقل”. 

تزامناً، تخوفت مصادر كتلة التنمية والتحرير من ذهاب البلد الى الافلاس الشامل، مناشدة حكومة تصريف الأعمال وضع خطة ترتكز على ترشيد الدعم ومراعاة الطبقات الفقيرة والمسحوقة بوجه الخصوص من خلال اعتماد البطاقة التموينية انطلاقا من اجراء دراسة دقيقة لواقع العائلات الأكثر فقراً. 

ورأت المصادر أن “رفع الدعم من دون اعتماد الحوافز والاستثناءات سوف يؤدي الى كارثة محتمة”. 

وفي السياق، أشارت مصادر وزارة الاقتصاد عبر جريدة الأنباء الالكترونية الى ان “لا جديد على خط ترشيد الدعم بانتظار الأسبوع المقبل، وما بعد الجلسة التشريعية لكي يبنى على الشيء مقتضاه”. 

وفي الشأن الصحي وفي ظل الارتفاع المستمر في اصابات كورونا، أشار وزير الصحة السابق محمد جواد خليفة في اتصال مع جريدة الأنباء الالكترونية الى ضرورة الاستمرار بالاجراءات الوقائية والتشديد على وضع الكمامات وعدم الاختلاط. ورأى ان هذه الاجراءات لا علاقة لها بالأعياد وهي يجب ان تبقى مستمرة لأن درهم الوقاية خير من قنطار علاج. 

خليفة لفت الى ان الوباء لا يحترم الأعياد، فالاصابات ستبقى، والوقاية تبقى العنصر الأساس لمنع زيادة التفشي وإبعاد العدوى، وخاصة أثناء الحفلات وفي الصالات المقفلة لأن ذلك سيؤدي حتما الى زيادة الانتشار، وهذا الأمر موجود في غالبية دول العالم، وقال: “في أوروبا وعلى الرغم من الاقفال التام والاجراءات المشددة، عاد الوباء لينتشر من جديد، لكن الفرق بيننا وبينهم ان هذه الدول وفّرت لشعوبها كل الدعم المطلوب وكل ما يحتاجونه، بينما نحن في لبنان امكانياتنا ضعيفة واقتصادنا منهك ولو أننا في وضع أفضل لكانت الأمور غير ما هي عليه الان”.

“الانباء”

اترك تعليقًا