الخبر بالصوت

لم يطرأ أي عامل او موقف سياسي جديد من شأنه احياء الآمال في امكان ان يبدأ الوسط ‏الرسمي والسياسي التكيف إيجابا وبعث الدفء في احتمالات احداث ثغرة في جدار ‏التعقيدات والتوترات التي أقفلت طريق #تأليف الحكومة من منطلق رد التحية ولو متأخرة ‏وإبداء عرفان الجميل للرئيس الفرنسي #ايمانويل ماكرون العائد للمرة الثالثة الى لبنان في ‏‏22 كانون الأول الحالي. كما لم يثبت ان وساطة ما داخلية تولاها عاقل أو عقلاء حكماء في ‏الساعات الأخيرة بدأت بأحداث مناخ تبريدي ملائم للبدء باستقبال الرئيس ماكرون الذي بدا ‏المؤشر الأول والاساسي لإمكان استبعاده الطاقم السياسي برمته عن برنامج زيارته الثالثة ‏كافيا لاطلاق الرسالة المدوية حيال يأس فرنسا من الطبقة السياسية بعد تجربة المجرب ‏منذ آب الماضي على الأقل مع انطلاق مسار المبادرة الفرنسية. والى ان تفرج باريس ‏رسميا عن البرنامج النهائي لزيارة اليومين اللذين سيمضيهما ماكرون بين الناقورة وبيروت ‏في 22 و23 كانون الأول ستشكل الأيام الفاصلة المتبقية عن الزيارة “الاختبار الحاسم ” ‏وربما النهائي لهذه الطبقة ولا سيما للطبقة الحاكمة في انقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا ‏رهان يكاد ينهار تماما على تعويم جهود تأليف الحكومة واقله احداث ثغرة جدية واعدة ‏بتأليفها قبل وصول ماكرون لئلا يقع محظور حصول الزيارة بلا أي أثر في الازمة. يبدو من ‏المبكر بعد الجزم بما ستكون عليه صورة الازمة برمتها ان حل ماكرون في بيروت قبيل عيد ‏الميلاد وعاد الى باريس بخفي الإحباط المتكرر الذي سيصيبه به الطاقم السياسي الرسمي ‏والسياسي اللبناني. ثمة مطلعون يلمحون من الآن الى ان برنامج الزيارة لن ينجز الا قبل ‏يومين ربما من حصولها لان اتصالات خلية الازمة اللبنانية في الاليزيه لا تهدأ ولا تتراجع ولا ‏تعرف اليأس بعد. ويعني ذلك ان باريس ماضية في المسار الذي رسمه ماكرون حتى الان ‏وهو زيادة الضغوط على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين للخروج من لعبة الشروط ‏والتعقيدات التي تؤخر ولادة حكومة المهمة المطلوبة فرنسيا ودوليا وقبل كل شيء لبنانيا. ‏ولكن ذلك لن يحجب امكان نشؤ محاذير بالغة الخطورة في حال حصلت زيارة ماكرون ولم ‏تبرز أي حلحلة قبل الزيارة او بعدها الامر الذي سيتعين على جميع المعنيين اللبنانيين ‏التعامل معه بمنتهى الجدية‎.‎ 

ولذا بدات ترتسم في الساعات الأخيرة وغداة جولة التراشق الكثيف بالسجالات المتبادلة ‏بين قصر بعبدا وبيت الوسط معالم انحسار ملموس لهذه السجالات المباشرة علما ان بيانا ‏ل”#تكتل لبنان القوي” صدر مساء أبقى الأجواء مشدودة الى المناخ المتوتر الذي بلغ ‏منسوبا مرتفعا للغاية بين بعبدا وبيت الوسط تتردد معه التساؤلات الموضوعية عن قابلية ‏الفريقين للتعايش الطويل في حال تم تجاوز العقبات لتأليف الحكومة وماذا يضمن عدم ‏تحول هذه التجربة الى حرب مفتوحة أخرى من داخل السلطة. ومع ذلك أعربت أوساط ‏معنية بالمناخ المتوتر والاتصالات الجارية عبر بعض القنوات الداخلية المفتوحة عن املها ‏في ان تبدأ مفاعيل ما وصفتها ب”هدنة ماكرون” بالتمدد تباعا في قابل الأيام الفاصلة عن ‏موعد زيارة الرئيس الفرنسي. ومع انها لم تؤكد كما لم تنف وجود مساع معينة تحركت ‏لتبريد السجالات التي تصاعدت اول من امس لم تستبعد تقاطع رغبة مشتركة لدى رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بإعادة تطبيع الوضع ‏الى ما كان عليه قبل السجالات وتبريد التوتر وتوفير مناخ الحد الأدنى من التهدئة المواكبة ‏للزيارة في ما قد يشكل البديل الحتمي لعدم التوافق على تشكيل الحكومة الجديدة قبل ‏الزيارة‎.‎
‎ ‎
استدعاءات صوان
في غضون ذلك يبقى المشهد الداخلي مشدودا الى تداعيات الصراع السياسي القضائي ‏الناشئ عن ادعاءات المحقق العدلي في #انفجار مرفأ بيروت القاضي #فادي صوان على ‏رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ‏ويوسف فنيانوس. وتعود الأنظار اليوم الى الجولة الجديدة من الاستدعاءات اذ حدد صوان ‏مواعيد جديدة لاستجواب حسن خليل وزعيتر كمدعى عليهما اليوم كما استدعى رئيس ‏الأركان السابق في الجيش اللواء المتقاعد وليد سلمان للاستماع الى إفادته كشاهد. وكان ‏وزير الاشغال السابق يوسف فنيانوس حضر امس الى قصر العدل للمثول امام المحقق ‏العدلي وتبين له ان موعد الاستماع الى إفادته أرجئ على ان يبلغ لاحقا اصولا بالموعد ‏الجديد‎.‎

‎ ‎
وتناول “تكتل لبنان القوي” في بيان مساء امس مسألتي التحقيقات وتأليف الحكومة فحذر ‏أولا من “وجود نيات وربما مخططات لتعطيل التحقيق العدلي وحرفه عن مساره “كما حذر ‏مما وصفه “بالمناخ الريب الذي بدأ يتشكل على خلفية شائعات خطيرة وفبركات مخابراتية ‏تروج لوجود غرفة سوداء تفبرك الملفات لمصلحة رئيس الجمهورية “. واما في الملف ‏الحكومي فدعا التكتل الرئيس المكلف الى ما وصفه ب”وقف المشاركة او افتعال إشكالات ‏وتصعيد المواقف واختلاق مخاطر تهدد موقع رئاسة الحكومة التي يحرص عليها التكتل ‏كحرصه على كل المواقع الدستورية ” وقال انه حريص على قيام حكومة إصلاحية ومنتجة ‏بأسرع وقت “ليستفيد لبنان من زيارة الرئيس الفرنسي في مناقشة سبل الدعم المطلوب ‏للخروج من هوة الانهيار‎ “.‎
‎ ‎
ترحيل المواجهة
الى ذلك وعلى الصعيد الاجتماعي والمعيشي وفي ما بدا ترحيلا جديدا للمواجهة بين معظم ‏الجهات النقابية والاجتماعية والسلطة في شأن ملف الدعم اعلن رئيس #الاتحاد العمالي ‏العام بشارة الأسمر امس تعليق الاضراب الذي كان مقررا اليوم بعدما جرى التوافق مع ‏الحكومة حول أمور عدة ابرزها تثبيت الحكومة لعدم رفع الدعم عن الطحين والقمح وجرى ‏تصنيف الادوية تمهيدا لرفع الدعم عن بعضها اما أدوية الأمراض المزمنة فستبقى ‏مشمولة بالدعم كما ان الاتفاق يلحظ عدم مس #دعم المازوت‎.‎

“النهار”

اترك تعليقًا