لا جديد في المعطى الحكومي منذ الاجتماع الأخير بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، حيث لا يزال يصر عون على التصور البديل الذي طرحه على الحريري وينتظر جوابه، في حين أن الأخير يعتبر انه قام بتقديم تشكيلته لرئيس الجمهورية وهو بالتالي رمى الكرة في ملعب بعبدا، وهو من يجب ان ينتظر جواباً من عون. في هذه الحلقة المقفلة تدور عملية التشكيل دون نتيجة حتى الان.
هذا ولا تزال تداعيات القنبلة التي فجرها المحقق العدلي القاضي فادي صوان تتفاعل سياسياً في الداخل اللبناني، حيث برز الاصطفاف السني خلف الرئيس حسان دياب من نادي رؤساء الحكومات السابقين وصولاً لدار الافتاء. وقد برز أمس كلام نوعي للبطريرك الراعي حين قال ” كيف نكافح الفساد ونحن نشاهد تعطيل عمل القضاء الحر بتلوينه طائفيا ومذهبياً؟”، في اشارة واضحة الى امتعاض بكركي من المواقف الطائفية والمذهبية التي تبعت اعلان صوان قرار الادعاء على كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء علي حسن خليل وغازي زعيتر بالاضافة الى يوسف فنيانوس.
بالعودة الى الملف الحكومي، ومع زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت للمرة الثالثة في 22 الجاري، تقول معلومات “الديار”، انها قد تكون المهلة الاخيرة قبل تشكيل الحكومة وإنتقال الفرنسيين من مرحلة الحث والتمنيات الى مرحلة “العقوبات” والتي ستبدأ بإعلان المعرقلين بشكل واضح ومن ثم منع سفرهم الى الاراضي الفرنسية ووصولاً الى تجميد اصولهم واموالهم.
في المقابل تكشف مصادر مطلعة على الملف الحكومي لـ “الديار” ان امور الحكومة تعقدت بعد الادعاء على رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب والوزراء الثلاثة وسط شعور من الرئيس المكلف سعد الحريري والرؤساء السابقين للحكومة ان “الموس” ستصل الى ذقنهم وان تصفية الحساب “العونية” لن تقف عند حدود.
وتلمح المصادر الى ان الحكومة ستكون “ضحية” الاستنفار السني والغضب من استعمال القضاء لتصفية الحسابات.
وترد على المهلة الفرنسية على انها قد تكون من باب الاستنتاج السياسي والتحليل او ان البعض يرغب في تقديم هدية لماكرون ولكن فريق 8 آذار و”الثنائي الشيعي” لم يتبلغ بشكل رسمي او مباشر اجواء مماثلة!
وتقول المصادر ان من المبكر الاعتبار ان الحكومة “طارت” ولكن يمكننا القول اننا سنشهد اسابيع ملتهبة وحامية ومليئة بالسجالات والتوتر السياسي والاقتصادي والاجتماعي وسط وجود تقارير امنية من ازدياد الجريمة والقتل والسرقة على خلفيات معيشية واجتماعية وقد يسرّع رفع الدعم من زخمها.
رئاسة الجمهورية توضح
من جهة أخرى، وفي معرض الرد على الاتهامات التي طالت رئيس الجمهورية عن انه كان يعلم بوجود نيترات الامونيوم في مرفأ بيروت، أكد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: “الرئيس عون اطلع للمرة الأولى على وجود نيترات الأمونيوم في المستودع رقم 12 من خلال تقرير للمديرية العامّة لأمن الدولة وصله في 21 تموز الماضي”.
وفي السياق عينه، “الرئيس عون طلب من مستشاره الأمني متابعة تقرير أمن الدولة حول وجود نيترات الأمونيوم في المستودع رقم 12 مع أمين عام المجلس الأعلى للدفاع الذي ابلغه انه أرسل كتابا بالأمر الى وزارة الاشغال تسلّمته يوم الأثنين في 3 آب 2020”.
وتابع المكتب: “الرئيس عون لم يتدخّل لا من قريب ولا من بعيد في التحقيقات التي يجريها قاضي التحقيق العدلي بإنفجار مرفأ بيروت، وان كان دعا الى الإسراع في إنجازها لكشف الملابسات وتحديد المسؤوليات”.
وختم “الرئيس عون لم يتطرق في لقائه مع مجلس القضاء الأعلى الى التحقيق في جريمة المرفأ وكل ما يروّج عن انّه طلب التدخّل في التحقيق كلام كاذب لا اساس له من الصحة”.
تحرك مجموعات 17 تشرين
وفي معلومات يتم تداولها في اوساط حراك 17تشرين الاول، علمت “الديار” ان مجموعات من الحراك وعلى رأسها العديد من الوجوه الحقوقية فيها، تتجه الى رفع دعاوى قضائية ضد كل المسؤولين عن انفجار المرفأ وكل من خدم في المرفأ وبأي صفة كان مدني او امني او كان له علاقة ادارية بالملف.
وتشير اوساط في الحراك الى ان بعض الدعاوى القضائية ستطال رئيس الجمهورية والوزراء التابعين له حاليين وسابقين بالاضافة الى حملة شعبية واعلامية للمطالبة باسقاط عون ورحيله وإعتبار حسان دياب مسؤولاً في ملف الانفجار عبر عدم التحرك للقيام بما يلزم لتلافي الكارثة.
هجوم قاسٍ من جعجع على عون
هذا وشنّ رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، في لقاء مع المنتشرين في العالم العربي واوروبا وافريقيا واوستراليا، للمرّة الأولى عبر تطبيق “زوم” على شاشاتٍ ضخمة في القاعة الكبرى في مقرّ “القوات” في معراب، هجوماً قاسياً على رئيس الجمهوريّة.
واستهلّ جعجع كلامه بعبارته الشهيرة “ما بيصحّ إلا الصحيح”. قائلاً أنّ “هناك من يكذب على اللبنانيّين منذ ثلاثين سنة، وقد ظننّا في العام 2016 أنّ هذا الفريق إذا وصل الى السلطة سيتغيّر، إلا أنّه، على العكس، ازداد تمسّكاً بالسلطة”.
وأضاف: “كانت هناك فرصة لعهد ميشال عون أن يكون الأفضل، وكان اتفاق معراب فرصةً لقيام دولة، ولكن تبيّن أنّهم كلّما وصلوا الى السلطة طالبوا بالمزيد، وربما سيطالبون بالبابويّة في المستقبل”.
موقف ملفت للراعي
وفي موقف ملفت للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حيال جريمة المرفأ القنبلة التي فجرها المحقق العدلي فادي صوان، سأل الراعي “كيف نكافح الفساد ونحن نشاهد تعطيل عمل القضاء الحر والمسؤول عن هذه المكافحة، بتلوينه طائفيا ومذهبيا وسياسيا؟، قلنا أن أولى مقومات الحياد الناشط، الذي هو باب خلاص لبنان، تكوين سيادة الدولة بسلاحها الشرعي وفرض القانون والعدالة على الجميع”، مضيفا: “إننا في هذه الموجة العارمة بوجه القضاء الملتزم بممارسة واجبه، ندعو السياسيين إلى تحييد لبنان عن تسييس الدين والطائفة، من أجل حماية الوحدة الداخلية والمساواة في دولة القانون، بل ندعوهم إلى تحييد ذواتهم عن ذواتهم ليسلم الخير العام”.
“كورونا “: 8 حالات وفاة و1540 إصابة جديدة
على صعيد وباء “كورونا”، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها ليوم أمس، عن تسجيل 1540 إصابة جديدة بفيروس كورونا، توازياً مع تسجيل 8 حالات وفاة.
ولفتت الوزارة، إلى أن 1537 إصابة جديدة تعود لمحليين، في حين أن هناك ثلاث حالات وافدة، مشيرةً إلى ارتفاع عدد الإصابات الإجمالية في البلاد إلى 145245 حالة، في وقت ارتفع عدد ضحايا الوباء إلى 1190.
“الديار”