استقبلت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد نجد في مكتبها في الوزارة قبل ظهر اليوم، وفدا برلمانيا أوروبيا، ضم النائبين تيري مارياني وجان لين لاكابيل، المساعدة البرلمانية صوفي جيل، الملحق الإعلامي كريستوف بوشيه، منسق الزيارة الموسيقار العالمي عمر حرفوش ورجل الأعمال نيبال عواضة.
وخلال اللقاء، لفتت الوزيرة عبد الصمد الى ان “لدينا مشاكل كثيرة على مستوى الإعلام اللبناني الذي يعاني من أزمات عديدة. وجاءت أزمة كورونا لتزيد الأمور سوءا”. وأشارت الى انه “يمكن العمل على تعاون مع الإتحاد الأوروبي ووضع برامج مشتركة لوسائل الإعلام”.
ولفتت الى “اليوم العالمي لمكافحة الفساد في 9 كانون الأول، ويوم حقوق الإنسان في 10 كانون الأول، حيث سنركز على الديموقراطية وأهمية الحق بالوصول للمعلومات ومفهوم المواطنة. وعلى أهمية قانون الحق في الوصول للمعلومات ونشر الأخبار، وأن وزارة الإعلام تبنته وستكون مثالا في تطبيقه، عبر القيام بحملات توعية حول هذا الحق الأساسي وأهميته في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد”.
كما تحدثت عن أهمية إنشاء الحاضنة الإعلامية (Media Incubator) لتشجيع المؤسسات الإعلامية الموجودة في البلد واستقطاب التي في الخارج للمجيء الى لبنان، مع سلة حوافز (مثل إعفاء من الضرائب، تأجير استديوهات بأسعار رمزية أو مجانية، الخ)”. وأبدت أسفها “لمغادرة الكثير من الإعلاميين الكفوئين لبنان نظرا للأوضاع الراهنة والأمور تزداد خطورة من دون التوصل الى حل حتى الآن”.
وتمت خلال اللقاء مقاربة دور ومهام وزارة الإعلام مقارنة مع الدول الأوروبية مثل فرنسا وغيرها. وتطرقت الى رؤيتها للوزارة وأهمية تطوير مفهومها وفق الخطة الإستراتيجية التي وضعتها الوزارة، بما يتناسب مع العصر الرقمي الحديث في الدول المتقدمة.
وأشارت الى “وجود هجرة كبيرة للبنانيين من مختلف القطاعات، رجال أعمال وأطباء وأفضل الإعلاميين الذين عملوا لعشرات السنين، كلهم يغادرون الى دول مجاورة”.
وتحدثت عن “التعاون مع شركاء أمميين، مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وغيرهم، كما عددت بعض مشاريع التعاون مع فرنسا، مثل تشكيل لجنة لإدارة الأرشيف والتواصل مع المعهد الفرنسي للمحفوظات السمعية البصرية (INA) وذلك للعمل على أرشفة مديريات الوزارة وتلفزيون لبنان. وكل الهدف خدمة لبنان، وللأسف هناك فقدان ثقة بمؤسسات الدولة. من هنا يجب البدء بشكل أساسي بالإصلاحات الموضوعية”.
واعتبرت “اننا لن نفقد الأمل رغم حجم الأزمة وخطورة ما وصلنا إليه”.
النائب مارياني
اثر اللقاء شكر مارياني باسمه وباسم النائب لاكابيل الوزيرة عبد الصمد لاستقبالها للوفد وقال: “نحن هنا لمدة ثلاثة أيام في زيارة صداقة تهدف اولا وكوننا برلمانيين أوروبيين، إلى الاطلاع على الوضع في لبنان، فنحن فرنسيون وتربطنا علاقة صداقة تاريخية قوية مع لبنان، وسؤالنا الأساسي هو كيف يمكننا مساعدة اللبنانيين في هذه الأوقات الصعبة”؟
وأضاف: “اما الهدف الثاني فهو البحث في كيف يمكن للاتحاد الأوروبي المشاركة في تقديم المساعدة والتأكد من ان المساعدات الأوروبية تذهب الى الوجهة الصحيحة، أي التأكد من ان المشاريع التي يتم تمويلها تنفذ. ونحن هنا ايضا للبحث في كيف يمكن أن نعمل معا لمصلحة اللبنانيين. لدينا اليوم سلسلة من اللقاءات وسنزور رؤساء وعددا من الشخصيات، كما سنزور مدينة طرابلس”.
عبد الصمد
وشكرت الوزيرة عبد الصمد زيارة النواب من البرلمان الاوروبي. وقالت: “إنها زيارة صداقة ومن الضروري أن يكون هناك تعاون بيننا، خصوصا في المجال الإعلامي. وبحثنا في كيفية تطوير الشراكة الإعلامية وفي مساعدة مؤسساتنا الإعلامية الخاصة والعامة في ظل ازمة هجرة الكفاءات الاعلامية، فمن الضروري الوقوف إلى جانب هذا القطاع الذي هو مرآة لمجتمعنا والصورة التي تنعكس للخارج والتي من الممكن ان تحسن الوضع اللبناني وان تساعدنا لاستعادة لبنان الذي نحلم به”.
أسئلة وأجوبة
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الزيارة هي لتقييم الأوضاع في لبنان، قال النائب مارياني: “هذه الزيارة ليست تقييمية، فالتقييم تقوم به أجهزة الاتحاد الأوروبي، ونحن هنا للاطلاع على سير الامور، والسؤال عن كيفية سير المساعدات والمشاريع الأوروبية وهل يتم تنفيذها لصالح الشعب؟ ونحن سنتأكد من خلال الاطلاع على نموذج أو نموذجين من المشاريع في مدينة طرابلس وكيفية سير العمل بهما، وعندما نعود إلى البرلمان الاوروبي، وفي حال وجود ثغرات، وهذا ما يبدو، يمكننا أن نطالب بوضع تعديلات على آلية المساعدات في المستقبل لتصل هذه المساعدات إلى الناس”.
وردا على سؤال حول مشاريع التعاون مع وزارة الإعلام قال: “ان لدى الاتحاد الأوروبي مشاريع لدعم وتشجيع كل ما يتعلق بحرية الإعلام، والتزمت للوزيرة بأن يصار إلى إقامة علاقات تعاون مع مؤسسات الإتحاد الأوروبي التي تهتم بهذا القطاع”.
وردا على سؤال حول مشاريع التعاون المقترحة أعلنت الوزيرة عبد الصمد: “يمكن أن يصار إلى تعاون مع مؤسسات اعلامية تابعة للاتحاد الاوروبي مثل أورو نيوز (Euronews) وغيرها، للمساعدة في الدورات الإعلامية أو مساعدات مادية أو عينية للمؤسسات الإعلامية التي تعاني، كما يمكن مساعدة الإعلاميين في إطار تطوير مهاراتهم والتدريب، وغيرها من الأمور التي سننسق فيها مع المؤسسات الإعلامية للوقوف على طبيعة حاجاتها”.