حلت الذكرى 77 لاستقلال لبنان مغايرة عن كل الأعوام السابقة. فالبلاد تغرق في أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة، ويعجز المسؤولون عن تشكيل حكومة تفرمل انحدارها نحو الانهيار، فيما المجتمع الدولي، الذي لطالما كان راعياً وحاضناً للبنان، قد نفض أيديه منه تاركاً إياه لمصيره.
وما كان ينقص سلسلة النكبات سوى إعلان شركة التدقيق الجنائي «ألفاريز ومارسال» انسحابها من العقد الموقع مع الحكومة للتدقيق الجنائي في مصرف لبنان، فيتحقق إسقاط المبادرة الفرنسية بشقيها المالي (التدقيق المالي الجنائي) والسياسي (تشكيل حكومة مهمة) ويفقد لبنان الفرصة الأخيرة لإنقاذه. الأفق المسدود على كل الصعد انعكس جلياً في كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون عشية الاستقلال، والتي لم يضمنها أي جديد مكتفياً بالتذكير بمواقفه السابقة في معركته ضد الفساد وتشديده على مضيه في معركة التدقيق الجنائي، إلى جانب دعوته إلى جلسة حوار وطني.