أمل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن “يتمكّن الرئيس المكلّف بالتفاهم مع رئيس الجمهورية وبالتعاون مع بقية الكتل النيابية من تشكيل حكومة في أقرب وقت”، معتبرًا أنه “لا يمكن الاستمرار في حكومة تصريف الأعمال”.
ولفت نصرالله، خلال كلمة في ذكرى المولد النبوي، إلى أن “معطياتنا أن الأمور جيدة ومعقولة، ولا نريد أن نبالغ بالإيجابية”، مؤكدًا “أننا سنتعاون ونسهّل عملية التشكيل بقدر ما يمكن”.
وأشار نصرالله إلى أن “معظم ما يُنقل في وسائل الإعلام ليس دقيقًا”، مشددًا على أن “الوقت الآن ليس للمناكفات في الداخل اللبناني”.
وبشأن تفشي فيروس “كورونا”، قال نصرالله: “أرى أن الكثير من الناس يتعايشون مع “كورونا” رغم انتشاره الواسع في وقت أن التساهل في التعامل مع هذا التفشّي غير إنساني وغير أخلاقي وغير شرعي”، مؤكدًا أن “مسؤولية مواجهة “كورونا” ترتبط بالجميع حكومةً وشعبًا وليس بوزارة الصحة فقط”.
وأضاف: “الخيار الوحيد ليس الإغلاق والتعايش مع الفيروس ممكن شرط الالتزام بالإجراءات الوقائية وإلا نحن ذاهبون في مسار خطر جدًا على المستوى الصحي وهذا يحتاج إلى صرخة كبرى في البلد وعدم رضا بالوضع القائم”.
ولم يتطرّق نصرالله إلى مفاوضات ترسيم الحدود التي تجري بين لبنان وإسرائيل، حيث أجّل الحديث عن الملف إلى موعد لاحق.
من جهة أخرى، أدان نصرالله “حادثة مدينة نيس الفرنسية بشدة”، وقال: “الحادثة يرفضها الإسلام الذي يحرّم قتل الأبرياء أو الاعتداء عليهم، وكل حادثة مشابهة سبقت أو تأتي هي مرفوضة بالدرجة الأولى من موقع الإسلام”.
واعتبر أنه “لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمّل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين هذا الشخص أو لأتباع هذا الدين”، متسائلًا: “لو ارتكب رجل مسيحي جريمة من هذا النوع وهذا حصل في فرنسا، هل يصح أن يخرج أحد ويقول إن “الذي يحمل مسؤولية هذه الجريمة المسيحيون في العالم”؟”.
وتابع: “اليوم الولايات المتحدة ترتكب مجازر في كل أنحاء العالم وهم يعترفون بقتل مئات الآلاف في هذه الحروب، هل خرج أحد من المسلمين واتهم المسيحيين بهذه الجرائم لأن الرئيس الأميركي مسيحي؟”، مشددًا على أن “احترام الإسلام كديانة يتطلّب عدم استخدام مصطلحات الإرهاب الإسلامي والفاشية الإسلامية”.
ورأى أن “الفكر التكفيري الإرهابي الذي تبنّى القتل لمجرد الاختلاف الفكري في منطقتنا حمته الدول الغربية”، داعيًا “الغرب إلى أن “يبحث أولًا عن مسؤوليته بشأن الجماعات التكفيرية”.
وقال إن “الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية دعمت وموّلت الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق”، مضيفًا: “على الأميركيين والأوروبيين أن يعيدوا النظر في سلوكهم باستخدام الإرهابيين كأدوات في المشاريع السياسية والحروب، واستخدام هذا النوع كأدوات يجب أن يتوقف وإلا ستشاركون في دفع أثمان هذه الأخطاء”.
وأردف: “الأزمة بدأت عندما نشرت المجلة الفرنسية المشؤومة الرسوم المسيئة للرسول، والسلطات الفرنسية بدل معالجتها الموضوع دخلت في حرب من هذا النوع وعاندت بالإكمال في الرسوم الساخرة”، معتبرًا أن ” بدلًا من معالجة التداعيات يجب على السلطات الفرنسية أن تعالج أسباب الأزمة”.
ومضى قائلًا: “لدينا شواهد كثيرة على أن السلطات الفرنسية قمعت حرية التعبير في مسائل أقل حساسية من الإساءة للرسول، فالفيلسوف روجيه غارودي طرح نقاشًا أكاديميًا حول استغلال الهولوكوست ورغم ذلك حُكم عليه بالسجن”.
واعتبر أن “حرية التعبير في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة بل مقيدة باعتبارات أمنية وسياسية، فعندما يمسّ أي شيء بإسرائيل تقف حرية التعبير في فرنسا والأمثلة كثيرة”، متابعًا: “ماذا تقف حرية التعبير عند معاداة السامية؟ نتمنى ونطالب بإعادة النظر في مفهوم حرية التعبير خصوصًا عندما يهتك الكرامات”.
وتوجّه نصرالله إلى السلطات الفرنسية بالقول: “يجب أن تفكروا في معالجة هذا الخطأ الكبير الذي ارتُكب ويجب أن تعودوا إلى الأساس وهذا ليس خضوعًا للإرهاب. لا تسمحوا باستمرار هذا العدوان وهذا الانتهاك وهذه السخرية. الإساءة لكرامات أنبيائنا أمر لا يقبل به أي مسلم في العالم”.
وأضاف: “هذه المعركة التي تصرّون على الذهاب بها ستخسرون فيها، فأين مصالح فرنسا في علاقاتها مع العالم الإسلامي إذا أرادت الاستمرار في هذا الوضع؟”، مشيرًا إلى أن “مسؤولية معالجة ما جرى تتوقف اليوم على أداء السلطات الفرنسية”.