ان تعليق البتّ في ملف تعيين مدير جديد للتلفزيون الرسمي، ومجلس إدارة جديدة، مازال أسير التناتش بين القوى السياسية، رغم أن مسار التعيين أتبع للمرة الأولى “مجلس الخدمة المدنية”.
اُتهم الكثير بأنهم وراء هذه الطبخة ومنهم القوات وذلك تحت شعار “كلن يعني كلن” التي تبقى القوات منها براءة .
ليست القوات التي من حددت الآلية لأن الألية موافق عليها من قبل مجلس الخدمة المدنية واصبحت تحت إشرافه وأيضاً أثنت عليها وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية وقد شرحت رابطة موظفي تلفزيون لبنان الآلية في بيانها معتبرةً : “ان وزير الاعلام ملحم رياشي قام بخطوة نوعية في تنفيذ الآلية التي تقدم بموجبها مئة وثمانية وثلاثون مرشحاً ورست وزارة التنمية الادارية ومجلس الخدمة المدنية على إختيار ثلاثة منهم، يعرضون على مجلس الوزراء لتعيين أحدهم رئيساً لمجلس الإدارة إلا أن الموضوع أصبح سياسياً عالقاً عند حدود المصالح عند البعض” .
من جهتها لفتت نقابة مستخدمي التلفزيون في لبنان، في بيان الى أنه “بعدما خرج الخلاف حول تعيينات مجلس ادارة تلفزيون لبنان الذي طال لأكثر من ٦ اشهر نطالب كنقابة مستخدمي التلفزيون بابعاد تلفزيون لبنان عن الخلافات السياسية والسجلات الحاصلة وخصوصاً ان واقع التلفزيون الحالي يهدد لقمة عيش الموظف بالصميم”.
اتّهام القوات اللبنانية بالمحاصصة فالقوات كحزب كما العادة تطمح لدولة الكفاءة لتكون فيها الكفاءة هي المعيار الأول والوحيد … لا المحاصصة ولا تقسيم الجبنة، لذلك هناك واجب لتسريع البت بهذا الموضوع في أسرع وقت، بما يمكّن تلفزيون لبنان من إستعادة دوره الريادي وتأدية رسالته كتلفزيون عام لكل اللبنانيّين.
فتلفزيون لبنان عانى من المشاكل المستشرية منذ عقود ولمست هذا الشىء اثناء المقابلة التي اجريتها مع مدير احد الأقسام (حسن شكور) … وعن المشاكل التي كانت مع المدير العام المؤقت طلال المقدسي فحدث ولا حرج ولأن لبنان بلد المؤقت، طال طلال في المؤسسة حتى طار بقرار وزاري فخلّص التلفزيون من العار الذي فتك بالمؤسسة … صحيح ان طلال غيّر الشعار (Logo) ونقى الصورة وفتح شبكة برامج جديدة وسمح بنقل المونديال ودخل “الغينيس بوك” وغيرها … ولكن المطلوب ليس هذا فقط بلّ المطلوب ان يعود تلفزيون لبنان الأمّ الى صوابه لكي لا يكون فقط تلفزيون ثقافي بحت (رغم انه يمتلك ارشيفاً غنياً جداً، بدأ العمل باهتمام شديد لحفظه وصيانته باعتباره ثروة وارثاً مهماً يحفظ الذاكرة اللبنانية بالصوت والصورة على مدى اكثر من خمسين عاماً) بل ان يكون التلفزيون ذو قدرة تنافسية عالية ليعود الكلمة الموضوعية التي لا تنتظر تمويلاً من رجال السياسة، المطلوب تلفزيون رسمي كالتلفزيونات الرسمية الموجودة في الدول الأخرى، فعلى عكس ما يشاع التلفزيون الوطني يملك اهم الأجهزة والتقنيات فهو يملك سيارة النقل المباشر SNG ان هذه السيارة رافقت تغطية أهم المهرجانات والأحداث في لبنان (ذكرى تغييب الإمام الصدر، تشييع الشهداء العسكريين، الإستعراض العسكري في عيد الإستقلال وغيرها …)، وتقوم بتوزيع هذه الصورة على بقية القنوات اللبنانية، الى جانب نقل نشاط القصر الجمهوري، و”عين التينة” وحديثاً، سمح للقناة دخول “بيت الوسط”، لنقل نشاط رئيس الحكومة سعد الحريري وبثه الى باقي القنوات، لذا التقنيات موجودة والرغبة دائماً حاضرة، امّا القرار السياسي فمطلوب فقط للبت في موضوع رئاسة مجلس ادارتها ويبقى السؤال هنا : هل من مصلحة عند السياسين وبخاصةٍ من يملكوا قنوات خاصة بهم انجاح هكذا مؤسسة على حساب مؤسساتهم؟ … والسلام !!
ريشار الياس حرفوش