بعد أكثر من ثلاثة أعوام على اختطافهم، يستقبل لبنان وأهالي العسكريين الشهداء رفات أبنائهم العشرة الذي رووا بدمائهم أرض الوطن وارتقوا الى مرتبة الشهداء.
عرس وطني سيقام للعسكريين الذين انتظرهم أهلُهم على مدى أكثر من ألف ومئة يوم، ليبدأ الوداع الأخير في احتفال تكريمي سيقام في وزارة الدفاع في اليرزة، على أن تمرّ بعدها الجثامين بخيمة الأهالي في ساحة رياض الصلح التي كانت أقوى شاهد على معاناة وحزن ولوعة الأهالي، لينتقل بعد ذلك كل شهيد الى مثواه الأخير في بلدته. فمن هم شهداء الوطن والجيش العشرة؟
العسكري الشهيد محمد يوسف نجل المتحدث الأبرز باسم الأهالي الذي أبكى بدموعه على مدى السنوات الثلاث الأخيرة الشعب اللبناني بأكمله، فكان مثالاً للوالد الذي يرفض التخلي عن معرفة مصير نجله حتى الرمق الأخير.
العسكري الشهيد ابراهيم مغيط له ثلاثة أولاد، صبيان وبنت، ولدت في غيابه فأوصی أهله بتسميتها ماريا فلم تتمكن من رؤية والدها سوى من خلال الصور.
العسكري الشهيد سيف ذبيان، ابن بلدة مزرعة الشوف، متأهل وله ولدان. منذ أيام قليلة، وجه له أحد أصدقائه الجنود تحية خاصة في خلال قتاله في معركة “فجر الجرود” من خلال إطلاق صواريخ موقعة باسمه.
العسكري الشهيد علي المصري، ابن بلدة حورتعلا، دخل المؤسسة العسكرية منذ اكثر من عشر سنوات، متأهل وله خمسة أولاد تتراوح أعمارهم بين ثلاث وعشر سنوات.
العسكري الشهيد خالد حسن ابن بلدة فنيدق، وحيد عائلته المؤلفة من خمسة أشخاص فأخذ على عاتقه رعايتَها بعد وفاة والده.
العسكري الشهيد حسين عمار من بلدة فنيدق أيضاً التي لم تبخل يوماً في تقديم الشهداء على مذبح الوطن، هو أعزب وله إخوة أكدوا أن حلم الشهيد كان منذ صغره الدخول الى المؤسسة العسكرية.
العسكري الشهيد مصطفى وهبة، ابن بلدة اللبوة، يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً وله ستة أخوة، متأهل من دون أولاد.
العسكري الشهيد علي الحاج حسن الذي لم يكمل السنوات الثلاث من انضمامه للخدمة العسكرية، من بلدة شمسطار غرب بعلبك، حيث يقول والدُه: أنا ما بدي أعمل عزا، أنا بدي أعمل عرس لابني، العرس الاول لشهادته.
العسكري الشهيد يحيى خضر من بلدة عزقي في الضنية الذي قيل إنه انشق عن المؤسسة العسكرية، غير أن قائد الجيش أكد أن الجندي يحيى هو شهيد ولم ينشق، قتل على يد النصرة بعد فقدانه.
أما العسكري الشهيد عباس مدلج فقتل في أيلول 2014 أي بعد شهر على اختطافه بعدما حاول الهرب على يد الموقوف السوري شادي جنيد، وقد تم العثور على جثته في مكان قريب من موقع الجريمة.
لبنان اذاً كما أهالي العسكريين في وداع أبنائهم الأبطال يتطلعون الى المؤسسة العسكرية بعين الوفاء والتضامن، والى القضاء بكلمة حق لمعاقبة المتواطئين مع الارهابيين كي يكونوا عبرة لمن يحاول النيل من الجيش وأبطاله.