لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى ان البلد قبل اسابيع كان ذاهبا باتجاه مشكل، وكان الطرف الاساسي فيه العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، وقال: لاننا حلفاء له اكتفينا بالدعوة الى التهدئة، لكن كانت القراءة خاطئة عند بعض الجهات السياسية.
وأكد نصرالله أن مطالب العماد عون محقة ولكن قراءة البعض كانت خاطئة ولم نكن محتاجين للوصول الى هذه المشكلة.
اضاف:”حلفاء العماد عون لم يتركوه ولم يتخلوا عنه، موضحا ان عدم مشاركة حزب الله في تظاهرات التيار سببها منع تأويل هذه المشاركة وربطها بالمفاوضات النووية والمحكمة الدولية وغيرها من الأمور، كما ان العماد عون لم يطلب منا المشاركة في التظاهرة، لانه يتفهم طبيعة المسؤوليات وحجم المهام التي يتحملها حزب الله في هذه المرحلة”.
واكد “ضرورة ابقاء انتخاب رئيس للجمهورية اولوية، وحسم آليات العمل في الحكومة في غياب رئيس الجمهورية”، كما اكد ان “لا العماد عون ولا احد من حلفائه يريد اسقاط الحكومة كي لا يذهب البلد الى الفراغ في هذه الجو الاقليمي المحيط بنا. ولا نريد تعطيل الحكومة، لكن نريد تعزيز الشراكة وتحقيق مصلحة البلد العليا”.
وتابع قائلا:” نحن في حزب الله لم نربط بين عمل مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية، وندعو الى فتح دورة استثنائية لمجلس النواب يشارك فيها الجميع، ونحن نراهن على حكمة وتدبير الرئيس نبيه بري”.
ودعا الى “حوار جدي بين تيار المستقبل والعماد عون، لان المشكلة الحقيقية هنا”، معتبرا ان “الرهان على الوقت خاطىء ومثله الرهان على عزل التيار الوطني الحر عن حلفائه”، مجددا “عدم التخلي عن حليفه العماد عون والتيار الوطني الحر”، نافيا “اي لهجة تهديد في كلامه هذا”، وقال: “يجب ان يبدأ حوار ثنائي بين المستقبل وعون وننضم اليه لاحقا من اجل الحفاظ على لبنان وعيشه الواحد ومؤسساته الدستورية، لان لا مجال فيه للاقصاء، ولان قدر اللبنانيين الشراكة والحوار وعدم ادارة الظهر، وعدم الرهان على الاوضاع الاقليمية والدولية”.
نصر الله وفي احتفال أقيم عصر اليوم في مجمع سيد الشهداء لمناسبة “يوم القدس العالمي”، لاحظ انه وفي ظل الظروف الصعبة التي تجتاح أمتنا، فان الملايين لبّوا نداء الامام الخميني لاحياء يوم القدس العالمي في غالبية مدن العالم، وهذا مؤشر مهم جدا لانه يدعو الى الامل الكبير، ولان هناك من يتذكر القدس ويخرج الى الشوارع ويرفع صوته لنصرة هذه القضية.
وتوقف امام تظاهرتين حصلتا في هذه المناسبة، الاولى كانت في اليمن رغم العدوان المستمر عليها والغارات المستمرة على صنعاء وداخلها، حيث كانوا بعشرات الالاف.
وتابع: “لهذه التظاهرة بعد نفسي يفيد أن العالم تخلى عن الشعب اليمني”، موجها “تحية وتقدير لشعب اليمن، لان اهل اليمن اكدوا اليوم تمسكهم بقضية فلسطين.
اما التظاهرة الثانية فكانت في البحرين حيث شهدت مدنها وقراها خروج الناس للتعبير عن التزامهم السياسي والعقائدي بفلسطين، رغم المخاطر وتهديدات داعش وقمع السلطة، مضيفا: هذه الملايين التي خرجت اليوم تشكل املا كبيرا في المنطقة”.
ثم انتقل الى الحديث عن اسرائيل، مشيرا الى “مؤتمر انعقد مؤخرا في هرتسليا وخلاصته الاشارة الى التحسن في البيئة الاستراتيجية”.
وأسف لان “القادة الصهاينة لم يجدوا في أمة المليار ونصف المليار مسلم، اي تهديد لكيانهم، كما لم يجدوا في انظمة وجيوش وأسلحة الجو والمدرعات والصواريخ لهذا المليار ونصف مليار مسلم، اي تهديد”.
وقال: “إن إسرائيل ترى في كل ما يجري حولها إراحة لها، خصوصا ما يجري في سوريا، أي هذه الدول الأساسية في محور المقاومة والرافضة لشروط الاستسلام الاميركية تعيش المعاناة كما يرى الاسرائيلي. لذا، هناك من يفكر في اسرائيل بضم الجولان وتفعيل مشاريع الاستيطان فيه، كما خلص المؤتمر في هرتسليا الى ضرورة الانتباه الى اليمن لانها اذا نالت حريتها واستقلالها ستكون جزءا من محور المقاومة”.
وأشار نصرالله إلى أن “السعودية تقدّم أكبر خدمة إلى إسرائيل”، وقال: “إن اسرائيل تعمل وتساعد بمخابراتها وبأشكال مختلفة على تسعير الحروب في المنطقة”.
ونبّه الى “ما يتم تحضيره للجزائر ولخطورة الحديث عن صراع فيها”، واصفا “دعوة اسرائيل العرب إلى مواجهة الارهاب بالوقاحة، على اعتبار انهم برأيها ايران وحزب الله وداعش”.
ولفت إلى أن “اسرائيل المنافقة مهتمة بالدفاع عن سيناء والدروز في سوريا، مع انها تقدم كل اشكال الدعم لجبهة النصرة”، معتبرا أن “اسرائيل التي هي ام الارهاب والمبنية عليه تقدم نفسها على انها في جبهة محاربة الارهاب”، وقال: “إن التيار التكفيري اصعب ما يواجه امتنا، لانها ليست قائمة على اساس مشروع سياسي، وانما على مبدأ القتل الديني”.
واشار الى “ان العقل الاسرائيلي مهووس بإيران وملفها النووي واقتصادها وتضامن شعبها مع نظامها وصحة قائدها”، لافتا إلى أن “هدف اسرائيل هو ايران وحركات المقاومة، مع ان هذه الحركات لم تصل الى مرحلة تهديد وجودي لاسرائيل، انما تهديدها هو استراتيجي”.
وتطرق إلى تحريض اسرائيل على ايران في اميركا وعند العرب”، سائلا: “لماذا لم تعد اسرائيل خائفة إلا من ايران؟ ولماذا هذا العداء المطلق لايران؟ ولماذا لم نلحظ اي خوف او تحسس اسرائيلي من السعودية او اي نظام عربي آخر، رغم كميات الاسلحة التي يشترونها”، لافتا إلى أن التجربة خير دليل، فمنذ 67 عاما، والعرب لم يفعلوا شيئا لفلسطين، إلا قلة منهم”.
وتحدث عن “وضع اهل غزة بعد عام على عدوان اسرائيل عليها”، وقال: “لو أن الاموال التي انفقت على الحروب على اليمن وسوريا وغيرها لإعمار غزة ألم يكن ذلك افضل لخدمة غزة واهلها”؟.
ورأى نصرالله ان “الذي ما زال يرفع الراية ويرفض الاعتراف بأصل هذا الكيان هي ايران”، وقال: “إن شروط اعتراف إيران بإسرائيل لن تقبل بها إيران بقيادة الامام الخامنئي وشعب ايران، حتى لو ان المفاوضات حول الملف النووي توقفت، وهذا الشرط كان قد طرح في مفاوضات النووي ورفضته ايران”.
وتوجه إلى شعوب المنطقة وكل مساند للقضية الفلسطينية بالقول: “لا تستطيع أن تكون مع فلسطين، الا اذا كنت مع ايران. واذا كنت عدوا لايران فأنت عدو لاستعادة فلسطين والقدس، لان ايران هي الباقية بعد الله موقفها من اجل القدس”.
ورفض “الاتهام بوجود مشروع فارسي او صفوي او هلال شيعي”، واصفا هذه التهم بأنها “كلام فارغ”.
ودعا إلى “ايجاد حل سياسي في سوريا وإلى أن تتوقف الدول التي تعمل على اشعال النار في سوريا بالمال والتحريض ومنع السوريين من التلاقي”، وقال: “لو تم وضع المقاتلين الاجانب جانبا، فإن كل السوريين يريدون الحل لبلدهم لانهم مقتنعون بان الحل سياسي”.
وطالب “الذين يعدون الايام لتغيير الوضع في سوريا بأن يكفوا عن ذلك”، وقال: “ان سوريا لن تسقط عسكريا، وهي صامدة وستصمد، ومن معها سيبقى معها”.
وتحدث عن “التزام الموقف الروسي تجاه سوريا، ومثلها ايران ونحن ايضا”، وقال: “نحن مع المطالب الشعبية في سوريا والاصلاحات، ولكن لسنا مع تدميرها وسيطرة الجماعات التكفيرية عليها، وذلك من اجل فلسطين ولبنان”.
وعن مشاركة “حزب الله” في القتال بسوريا، قال: نحن عندما نقاتل يكون ذلك تحت الشمس، وكل شهيد سقط لنا في سوريا وشيعناه في لبنان هو من اجل سوريا ولبنان وفلسطين”.
ونفى ان يكون “حزب الله من طلاب السلطة”، وقال: “لذا، لا نطرح أن طريق القدس يمر من جونية، ولكن نعلن ان طريق القدس يمر في القلمون ودرعا والزبداني وتدمر وغيرها من المدن في سوريا”.
واستنكر بشدة “العدوان على اليمن من قبل السعودية وحلفائها”، مجددا وصفه العدوان بأنه “فشل في تحقيق اهدافه”، داعيا السعودية الى “التوقف عند ذلك، لأن مواصلة القصف الجوي لن تثني ارادة الشعب اليمني، رغم القصف المدمر في كل المناطق والاحياء”.
واشار الى ان “هدف العدوان السعودي على اليمن لم يعد له سبب سياسي، وانما انتقامي”.
وتحدث عما حصل في الكويت، مجددا إدانته “الاعتداءات على المساجد”، محذرا من “خطورة هذا الامر”، ومنوها بما قدمه “اميرها وبرلمانها وشعبها”.