وطنية – احتفلت مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في الشوير باليوبيل الماسي لتأسيسها، برعاية وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب وحضور رئيس بلدية الشوير عين السنديانة حبيب مجاعص، العميد انطوان بشارة، الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين الأم دانييلا حروق، رئيسة المدرسة الأخت الهام كرم، الفنان سامي كلارك، فاعليات البلدة والقرى المجاورة، أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية، لجنة الأهل، الطلاب وذويهم.
وبعد إزاحة الستارة عن اللوحة المخلدة لذكرى اليوبيل عند مدخل المدرسة على وقع فرقة موسيقى الشوير للعز، توجه الحضور الى مسرح المدرسة حيث بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني، فكلمة مجاعص أكد فيها “ان وجود مدرسة القلبين الأقدسين في الشوير دليل ساطع على مدى اهتمام أهلها والراهبات بالعلم والمعرفة ورقي المجتمع والحفاظ على جيلها وشبابها وشاباتها”، معتبرا “ان العلم والمعرفة والتربية أكبر سلاح”.
كرم
ثم ألقت الأخت كرم كلمة رأت فيها “ان الروحانية التي عرفت فيها الرهبنة حدتها الى بلوغ الأسمى والأفضل والى توافر العلم والمعرفة، والحوافز واستنباط الحقائق وكشف مستوراتها”، مشددا على “ان من واجب الإحترام النابع من الثقافة ظاهرة الإهتمام بالإنسان الأضعف والأفقر والأعزل”.
وأشارت الى “ان المدرسة سعت وتسعى منذ 125 سنة في الشوير الى ترقية الإنسان، كل شاب من خلال التعليم وشارةالكلمة محققة بذلك شعارها المنظور “مجد الله وخدمة النفوس”، مؤكدة “ان الحاجة ليست في تخريج الإنسان العالم أو المثقف بل الفخر برهبنة بنت في مؤسساتها الإنسان الإنساني”.
حروق
بدورها قالت الأم حروق: “نجتمع اليوم لنزين العطاء ونكلله بالفرح، لقد افتتحنا اليوبيل معا ونختمه اليوم مع معالي الوزير الياس بوصعب مشكورا وصحبه وكل الفعاليات. وتوجهت الى بوصعب قائلة: “في خضم مأساة العالم والشرق ولبنان نتطلع اليكم بعين الرجاء وجوه مشرقة، عقول نيرة، قلوب نابضة، فلا خوف على الوطن لأنكم تحليتم بالرؤية الثاقبة والعزم والمقدام باستراتيجيات ومهارات حرفية وطموح لا ينضب ولا حد له”، شاكرة الوزير بوصعب على حسن التحضير للامتحانات الرسمية، آملة أن تأتي النتائج على مستوى نشاطه، وان يتخطى الطلاب المرحلة الثانوية بمستوى عال.
وثمنت جهود وعطاءات بلدة الشوير التي تحتضن مهرجان عيد المغتربين سنويا، إضافة الى مبادرتها بتوحيد عيد الفصح بين الطوائف المسيحية الثلاث بحيث أصبحت مثالا يحتذى به ومدعاة فخر.
بوصعب
وألقى بوصعب كلمة نوه فيها بجهود راهبات القلبين الأقدسين ليس فقط في الشوير بل في كل لبنان، مؤكدا “دعمه الدائم للمدرسة”، معتبرا “ان الشوير كبيرة بمدارسها وبأهلها وبفنانيها ومثقفيها”.
وتطرق الى الأمور التربوية والسياسية”، وقال: “نحن لا نقبل أن يملي علينا أحد شيئا، نحن نحكي ضميرنا وقناعتنا دخلنا الى هذه الدولة على هذا الأساس، وسنبقى فيها على هذا الأساس، وهذا كان تفكير الجنرال عون عندما وضع ثقته بي وبزملائي”.
وتابع: “الإمتحانات الرسمية بدأت بشكل طبيعي، والتلامذة مرتاحون لسيرها، وفي العام الماضي اضطررنا الى القيام بعملية جراحية لننتهي في التخابط الذي كان يحصل في قطاع التربية، ولكن في النهاية اتفقنا ان مصلحة التلامذة والتعليم هي أولوية ثم نعمل على الأمور الأخرى، فالأساتذة وهيئة التنسيق اقتنعوا اننا دخلنا في مرحلة جديدة وعلينا التفكير بعقلانية للحصول على مطالبنا، فالأساتذة محقون في مطالبهم، وسلسلة الرتب والرواتب تعنيهم وتعني مستقبلهم ولكنها تعني أيضا المؤسسة العسكرية، الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي لا يمكنها أن تتظاهر للمطالبة بحقوقها، ومن هنا ندخل الى موضوع الحقوق والمطالب، فمن يريد دولة تحميه من داعش والنصرة، يجب ألا يبخل في حق الجيش والقوى الأمنية”.
اضاف: “نحن دعاة محبة وحوار واقتناع اننا نريد أن نعيش مع كل الأفرقاء في لبنان في وطن واحد، لا يمكن لأحد أن يلغي الأخر، وعليهم أن يقتنعوا عاجلا أم آجلا اننا شركاء في هذا الوطن ويجب أن نعيش على هذا الأساس”.
وقال: “الإرهابيون ليسوا بعيدين عنا، فهم موجودون ليس فقط على حدودنا بل داخل وطننا وهذه حقيقة، لذلك نحن في الحكومة اتخذنا قرارا ان لا مجال للتخلي عن مطالب محقة تحمي المؤسسة العسكرية وتعطيها حقوقها وتملأ الشغور فيها، وليس الهروب من ذلك. لذلك موقفنا في الحكومة حازم ونهائي، وصلنا الى مرحلة لن نقبل مناقشة أي بند على جدول أعمال مجلس الوزراء، قبل إقرار التعيينات الأمنية، ولن نقبل أن يؤجل من يعنينا ونبقي التعيينات في حين ان الأمور الأخرى كانت تسير بسلاسة”.
واردف: “سمعت بعض الوزراء يتكلمون عن الإحجام والتمثيل، نحن لا نريد فرض رأينا على أحد، ولكن نحن لنا حقوق واننا أقوياء بما فيه الكفاية لنفرض الطلب بالحقوق، ومن يتكلم عن التمثيل المسيحي يجب أن يكون له تمثيل فعلي في المجلس النيابي، فهؤلاء أصبحوا من الماضي، ولكنهم مازالوا يعتبرون انهم أصحاب قرار، في النهاية لا يصح الا الصحيح، سنصل الى مرحلة تحصل فيها التعيينات وسيعود التشريع في المجلس النيابي، وسيصدر العمل في الحكومة إنما لا نقبل أن يتم ذلك على حساب أحد، نحن لا نحكي لا بمنطق التهديد ولا الوعيد إنما نطالب بأن نكون شركاء حقيقيين والا يأخذ أحد دورنا”.
وختم بوصعب: “الجنرال مد يده للحوار مع كل الأفرقاء، كما مد يده عندما عاد من فرنسا، لقد أساؤوا فهمه في المرة الأولى واليوم مد يده مرة ثانية، أتمنى ألا يسيئوا فهمه لأنه لم يمد يده عن ضعف، فالقوي هو من يمد يده للآخرين ونحن اليوم نتمنى أن نشبك ايدينا جميعا خصوصا في المبادرة التي قام بها الجنرال إذا اردنا فعلا ان ننتهي من الأزمة الداخلية لنحارب بعدها داعش والخطر القادم الينا”.
وتخلل الحفل كلمات لقدامى المدرسة ولجنة الأهل ولوحات فنية للطلاب.