شدد النائب ابراهيم كنعان على أن “الحوار مع القوات اللبنانية يتم بعيدا عن الاضواء، وما يجري هو عمل جدي وليس شكلياً، وهو يتعلق بمراجعة وتقييم كل الخيارات السياسية والدستورية منذ الطائف حتى اليوم، وبالتالي فمن المفترض أن نعطي هذا الحوار وقته لكي تكون نتيجته عملية شاملة ومتكاملة نحدد فيها نقاط الثقة وكذلك نقاط الانسجام”.
وأكد كنعان، في حديث لـ”النهار” الكويتية، انه “لن يتم التماهي بين الاحزاب المسيحية، فمن المعروف أنه منذ الاستقلال ولغاية اليوم هناك تعددية حزبية ضمن المجتمع المسيحي ونحن حريصون عليها، ولكن على الاقل في موضوع الخلاف الذي اتخذ أشكالا حادة، فمن المفترض في نهايه هذه المحاولة أن نطوي صفحته كما قال العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، وأن نبدأ صفحة جديدة قائمة على احترام الآخر على قواعد ديمقراطية، وعلى تحديد النقاط المشتركة ومحاولة التعاون معاً”.
وعن إمكان صدور ورقة تفاهم شبيهة بتلك التي جمعت التيار بحزب الله، لفت كنعان الى ان “لا شيء يشبه الآخر، فالهدف ليس كذلك، بل هو الوصول إلى نقاط مشتركة محددة”، منوهاً الى “اننا قد نكون بصدد إعلان نوايا أو تحديد لنقاط الإلتقاء وتنظيم للإختلاف”.
أما أبرز العناوين التي ستتضمنها هذه الورقة، فقال كنعان انها “ستتطرق الى كل الملفات الراهنة وهي معروفة، إضافة إلى مراجعة تقييمية للسياسات المنتهجة من قبل المسيحيين خلال المراحل السابقة”. وأضاف: نحن نقوم بإعادة تقييم وقراءة، وعند الوصول إلى نقاط مشتركة سنحددها. سنحدد أين الخلاف لاعادة تقييمه في المراحل المقبلة، لنرى أين أصبنا وأين أخطأنا.
في الشأن الرئاسي قال كنعان: “نحن حذرون في هذا الموضوع لاننا لا نريد أن نعطي آمالا للناس، خصوصاً وأن أغلبية المسيحيين يؤيدون الاتفاق وكل ما بامكاننا قوله هو أننا تقدمنا بشكل ملحوظ بموضوع تبادل الافكار وتبادل الاوراق، ومن المفترض أن نصل إلى تحديد النقاط المشتركة، وهذا قد يوصلنا إلى نتيجة وهو بحاجة إلى التعاون من قبل الجميع”.
ورداً على سؤال عما ستؤدي إليه في المحصّلة هذه اللقاءات غير تنفيس الاحتقان والتهدئة الاعلامية، أجاب: “علينا الانتظار لنرى ماذا سيحدث لانه، لو كان الموضوع فقط تنفيس احتقان لكنا أنهيناه منذ زمن، والدليل على ذلك أنه هناك رغبة ويوجد تقدم واستمرارية في الملف”. وقال: ما يحدث هو اتفاق بين الطرفين على خلفية النقاط المشتركة وتنظيم الاختلاف الموجود.
وأكد كنعان ان “أحد أهداف الحوار هو إيجاد نوع من خارطة طريق لتنظيم الحضور المسيحي داخل الدولة”. أما توقيت اللقاء بين عون وجعجع، فأكد ان “العمل جارٍ الآن على جوهر الموضوع وذلك من أجل إنضاج العمل الذي نقوم به، عندها يأتي اللقاء كنوع من تتويج للمرحلة الاولى من التفاوض”.
واستغرب كنعان اعتبار البعض ان تكرار امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ترشيحه للعماد عون قد يسيء للحوار، مؤكداً “اننا دخلنا منذ البداية الى الحوار من غير شروط، فنحن نحاور من أجل تثبيت آليات تصحيح خلل بالنظام السياسي إن كان على المستوى الرئاسي أو الانتخابات النيابية او غيرها من ملفات”.
وعما إذا كان هذا الحوار المسيحي سيلاقي الحوار السني- الشيعي، قال كنعان: “من المفترض أن يتلاقى المسيحيون والمسلمون على حوار وطني ويضعوا نتاج وحصيلة مبادراتهم وحواراتهم على طاولة الوطن. لكن هذا الحوار لا يتعلق فقط بالحوار الوطني بل يتعلق بسنوات وسنوات من العمل المسيحي غير المنسّق، فعلى الاقل اليوم هناك دينامية جديدة بين المسيحيين وهذا ليس له علاقة بالحوار الوطني العام”.