وقت كان الجيش وكذلك الجهات الرسمية والامنية يرصدون بدقة مجريات المعارك الجارية بين “داعش” و”الجيش السوري الحر” ومجموعات اخرى من المعارضة السورية في القلمون السورية وفي مناطق متاخمة لجرود عرسال لما يمكن ان تعكسه أي متغيرات ميدانية نتيجة هذه المعارك على الواقع الميداني مع لبنان، تحرك فجأة الشيخ وسام المصري الذي شاع اسمه وسيطاً من جانب الخاطفين بين الجرود وساحة رياض الصلح مع ان الحكومة لم توافق على تكليفه الوساطة.
وبدت حركة المصري اشبه بمحاولة لاستمالة الجانب الحكومي للتسليم بوساطة أمر واقع، اذ افسح له تنظيم “داعش” في القيام بزيارة للعسكريين التسعة الرهائن لدى التنظيم في جرود عرسال، وعاد منها مساء ليتوجه الى خيمة اعتصام اهالي العسكريين المخطوفين في ساحة رياض الصلح ناقلا نتائج زيارته لابنائهم. وأعلن المصري: “اطمأننت الى العسكريين التسعة المحتجزين وشاهدتهم في صحة جيدة ومعنوياتهم مرتفعة بعض الشيء”، لكنه اشار الى ان احدهم يعاني من التهابات في اذنه وآخر التهابات شديدة في رجله. وقال انه ذهب الى عرسال “بمبادرة شخصية، ولم أكلف حتى الآن من الدولة والخاطفون رفضوا منحي تعهدا لوقف القتل واخبروني انهم مستفزون جداً”.
ويؤكد المصري لـ«السفير» أن «ما نقوم به هو واجب ديني وإنساني من أجل الحفاظ على أرواح إخواننا العسكريين، ونحن مستمرون في وساطتنا حتى النهاية، ونأمل أن يوفقنا الله في ما نسعى الى تحقيقه». ويقول المصري: «لقد تجاوزت كل الخطر الأمني القائم في الجرود سعيا لمتابعة مهمتي التي ما تزال تنبع من مبادرة فردية من أجل إنقاذ العسكريين، وقد كنت موعودا بكثير من الايجابيات لكن ظروفا قاهرة حالت دون ذلك. لكننا في كل مرة نزور فيها جرود عرسال ننجح في الحصول على مزيد من الوقت بعدم التعرض للعسكريين، وقد تسلمت أمس فيديو على هاتفي».
“النهار”