ارتفاع أسعار الأجبان والسمون
ما زالت الازمة المعيشية تشكل احد الهواجس الاساسية، خصوصا انها تشتد يوما بعد يوم. المشكلات الاجتماعية لم تشهد اية معالجة، وتضاف الى معاناة المواطنين في التقنين الكهربائي، ومن ثم دفع فاتورتين للكهرباء الرسمية، وثالثة لمافيا المولدات، وفي الأقساط المدرسية وبدلات النقل، في غياب الخطة العامة للنقل. ومع كل ذلك لا ننسى ما تسببه حملة وزارة الصحة من اجل سلامة الغذاء، حيث الفساد في اللحوم والألبان وغيرها، ادخل الخوف الى قلوب الناس، هذا عدا الادوية والمستشفيات وكلفتها العالية على المواطن.
ويظهر الوجه الآخر للأزمة المعيشية والاجتماعية في تراجع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في شتى القطاعات الانتاجية، أكان في الصناعة، أم السياحة او التجارة. وينعكس الوضع القائم تحديات بوجه الفئات الشعبية ذات المداخيل المتوسطة والمتدنية وأصحاب الأجور المحدودة، ابتداءً من ضمور القدرة الشرائية، والقدرة على تحمل الأعباء المعيشية، ناهيك عن تراكم اعباء فواتير الكهرباء والمولدات بسبب الاعتصامات التي قام بها مياومو الكهرباء، بحيث يقف المواطن عاجزاً، حتى عن احصاء مسارب الهدر والسمسرات والصفقات التي تموَّل من جيبه على حساب لقمة عيشه.
من جهة اخرى، واصلت الاسواق التجارية حركتها الاستهلاكية التراجعية والهبوط في المبيعات في معظم قطاعاتها، خصوصا المواد الغذائية، متأثرة بالفراغ في سدة رئاسة الجمهورية وفي المؤسسات الرسمية، وبالتفجيرات الأمنية وتداعيات الازمة السورية على لبنان.
هذه الاجواء لم تنعكس انخفاضا في اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، التي واصلت الارتفاع في اسعار معظمها، والانخفاض في جزء يسير، في الايام الاخيرة من تشرين الثاني 2014، فيما البعض الآخر منها استقر سعره على ارتفاع. هذه الاسباب وغيرها من العوامل تدفع المستهلكين الى الإحجام عن شراء كل ما يحتاجونه بالكامل، لا سيما في ظلّ ضعف القوة الشرائية لدى ذوي الأجور والرواتب المحدودة، وجمود الاجور للسنة الثانية على التوالي، بعد تصحيحها الأخير في العام 2012.
في السياق ذاته، يوضح تجار جملة لـ«السفير» أن «ضعف حركة المبيع، وانخفاض الطلب على المواد الغذائية، ساهم في تراجع الاسعار، بسبب ضعف القدرة الشرائية من جهة، ولجوء بعض اصحاب العمل الى صرف عمالهم، تخفيضاً للمصاريف والأجور، والكلفة». ويؤكدون ان بقاء الوضع على ما هو عليه، يدفع ببعض الشركات الى تصفية اعمالها، ومنها ما اقفل او على طريق الاقفال، مع الاشارة الى ان المواطن بدأ تنظيم استهلاكه الى الحدود الدنيا توفيرا لفاتورة الكهرباء والمولد، ومن ثم المياه.
ارتفاع وانخفاض
الازمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، تبرز بعدة وجوه، ووفق معظم المستهلكين تتفاوت “أسعار السلع بشكل كبير بين منطقة وأخرى، ويلحظ مؤشر أسعار “السفير ارتفاعا كبيرا، وانخفاضا في اسعار سلع اخرى، لكنها تبقى محافظة على اسعارها السابقة، باستثناء الزيوت التي انخفضت اسعارها بشكل كبير، وتراجعت اسعار الموز البلدي والبطاطا بعد القرار السوري بمنع ادخال هاتين المادتين الى الاسواق السورية، ومن ثم تراجعت عن القرار وسمحت بالتصدير الى هذه الاسواق.
في العودة إلى أسعار مختلف السلع الغذائية، فقد واصلت المراوحة بين ارتفاع وانخفاض، أو استقرار على ارتفاع، مثل اللحوم والفروج والجبنة والحبوب. وعموماً تبقى الأسعار مرتبطة بهوامش الربح الذي يقرره التاجر، ووفقا لقاعدة العرض والطلب التي يخضع لها سوق الاستهلاك، خصوصا في المواد الغذائية.
فرق في سعر السلعة الواحدة
في المقابل، بقيت مستقرة بعض الأسعار التي تشهد تنافسا بين التجّار مثل بعض الزيوت والحبوب مع انتهاء اشهر العام الحالي والرغبة في التخلص من الـ”الستوكات” الموجودة لدى التجار.
يسجل رصد “السفير” للأسعار في أكثر من منطقة، خصوصا في “السوبرماركت” والمحال الكبيرة، فرقا ليس قليلاً في سعر السلعة الواحدة يتجاوز في بعض الأحيان ألفي ليرة وأكثر، وينخفض أو يرتفع هذا الهامش في أسعار السلع في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية وتعدد المحال التجارية، إذ إن الأسعار في المحلات التجارية الكبرى تخضع كذلك لتثقيل أجور العمّال وبدلات الإيجار وأسعار الطاقة من المولدات الكهربائية، وبدل النقل وغيرها من المصاريف المتفرقة، فتضاف الى الأسعار.
اللحوم والإجبان على ارتفاع
بالنسبة إلى الأجبان والحليب والبيض، فقد ارتفعت أسعار البيض الأحمر من 8 آلاف ليرة للكرتونة الى 8500 ليرة، بارتفاع 500 ليرة، وما نسبته 6.25 في المئة، وانخفض سعر كيلو اللبنة البلدية من 7500 الى 7000 ليرة، وما نسبته 6.6 في المئة. وارتفع سعر كيلو القشقوان الى 21 الف ليرة من 20700 ليرة، وما نسبته 1.38 في المئة، حليب نيدو الى حوالي 30 الف ليرة من 29750 ليرة وما نسبته حوالي 0.84 في المئة.
ارتفعت اسعار الزبدة بنسب متفاوتة، فيما انخفض سعر معظم اصناف الزيوت بين التشرينين 2014، فسجل سعر زيت مازولا (2 ليتر) تراجعاً بنسبة 7.14 في المئة وعافية بنسبة 2.17 في المئة وسليم بنسبة 8 في المئة، في حين ارتفعت اسعار زبدة لورباك بنسبة 16.66 في المئة. في حين ارتفعت اسعار معظم انواع السمون.
… وأسعار الحبوب
شهدت أسعار الحبوب بمعظمها انخفاضاً كبيراً في اسعارها، او بقيت مستقرة، باستثناء العدس الذي سجل ارتفاعا بنسبة 15 في المئة. واستقرت اسعار الحمص والسكر والملح.
الخضار والفواكه
ارتفعت أسعار معظم الخضار والفواكه في ايلول 2014، بالمقارنة مع تشرين الأول الماضي، فسعر كيلو البندورة 2000 ليرة، استقر على الفي ليرة، والبصل الاخضر ارتفع من 3000 ليرة الى 3500 ليرة، والخيار الى 2500 ليرة، مقابل انخفاض الحامض من 3000 الى الفي ليرة، لان الموسم وفير والتصدير قليل، الخسة 2000 ليرة، فيما استقر سعر كيلو البطاطا على 1250 ليرة مع وقف التصدير الى سوريا، وكذلك سعر كيلو الموز على 2000 ليرة.
المحروقات : تراجع بالجملة
المشتقات النفطية تواصل تراجعها منذ عدة اسابيع بسبب التراجع العالمي لسعر برميل النفط الى ادنى مستوى منذ سنوات، وقد سجلت اسعار المحروقات الأسعار الآتية: بنزين 95 اوكتان من 29600 ليرة الى 27200 ليرة وما نسبته 8.18 في المئة. بنزين 98 اوكتان من 30300 ليرة الى 27900 ليرة وما نسبته 7.9 في المئة، مازوت من 22300 ليرة الى 20600 ليرة وبنسبة 7.62 في المئة. كاز من 24100 ليرة الى 22300 ليرة وما نسبت 7.46 في المئة، وقارورة الغاز زنة 12.5 كلغ من 19 الف ليرة الى 17400 ليرة وما نسبته 8.42 في المئة.
“عدنان حمدان – السفير”