كشفَت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” أنّ الوسيط القطري غادر لبنان أمس الاوّل الخميس متوجّهاً الى قطر لإجراء بعض الإتصالات، وهو ينتظر أجوبة من الطرفين. فالجانب اللبناني حمّله الى قيادة “جبهة النصرة” إستعداداً للمفاوضات على أسُس قابلة للبحث، وإنّ منطق الشروط التعجيزية لن يفيدهم في شيء. فالسلطات اللبنانية مستعدّة للمفاوضات تحت سقف محدّد، وباتت قيادتهم تعرف مداه، وإنّ الخروج عنه سعياً وراء مكاسب خيالية أمرٌ مستحيل في ظلّ الظروف الراهنة. وعليه، قالت المصادر، “إذا كانت هذه المجموعات تريد تنفيذ العرض الأوّل ممّا نشرَته من مطالب، فإنّ ثمنه سيكون إخلاء حوالى 1650 سجيناً وموقوفاً، فليتفضّلوا باللوائح التي يريدونها للبحث بها”.
وعلمت “اللواء” من مصادر معنية أن المفاوض اللبناني ينتظر عودة الوسيط القطري للاطلاع منه على جواب خاطفي العسكريين اللبنانيين في جرود عرسال على الاقتراح اللبناني المتعلق بالتفاوض والذي يعتبر خارج الاقتراحات الثلاثة التي قدمتها “النصرة” والتي لم تنقل رسمياً إلى المفاوض اللبناني، بل إعلامياً حتى تتقرر الخطوة التالية.
وأبدت مصادر الصحيفة تفاؤلها بالتوصل إلى نتائج على صعيد تحرير العسكريين، معتبرة أن لا طريقة أخرى سوى التفاوض لاطلاق سراح هؤلاء من قبضة الخاطفين، مشيرة إلى أن التفويض باجراء ما يلزم من اتصالات سواء مع الطرف السوري أو مع أي جهات أخرى اعطي للمفاوض اللبناني ولا مشكلة في ذلك، وأن الهم الأساسي الآن حصر التفاوض بالقناة اللبنانية المكلفة، لأن “كثرة الطباخين” تكثر من المزايدات وتعقد الموقف. وأكدت أن الملف بدأ بداية جدية وصحيحة، وانه يتابع بكل مسؤولية وعناية رغم التعقيدات والصعوبات، وأن المفاوض اللبناني لا يترك فرصة للتواصل وجمع ما يلزم من معطيات الا وينتهزها ضناً بحياة العسكريين وعائلاتهم. وكشفت مصادر “اللواء” أن ابراهيم أجرى اتصالات مباشرة مع جبهة “النصرة” للوقوف على مطالبها.
من جهته، قال مصدر لبناني مواكب للمفاوضات من أجل الإفراج عن العسكريين لـ”الحياة” إن الجانب اللبناني قدم اقتراحاً في شأن عملية مبادلة هؤلاء العسكريين من صناعة لبنانية، هو غير الاقتراحات الثلاثة التي أعلنت عنها “جبهة النصرة”. ونفى أن يكون لبــنان قرر الأخذ بالاقتـــراح الثالث لـ”النصرة” والذي يقضي بمبــادلة كل عسكري لبناني بـ 5 سجناء في سجن رومية و50 سجينة في السجون السورية، واعتبر أن هذا الاقتراح “هو الأصعب”، مبرراً عدم أخذ الجانب اللبناني به.
وكشفت مصادر سياسية معنية بقضية العسكريين لـ”السفير” أن تنظيمي “داعش” و”النصرة” وافقا مؤخراً على استقبال ذوي جميع العسكريين المخطوفين، لكن بصورة دورية، وحصراً عن طريق أحد الوسطاء المحليين في بلدة عرسال.