قبل أيام اعتصم أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين في ساحة الشهداء القدماء والجدد. رفعوا عشرات اللافتات ناشدوا فيها الضمائر الحية. قرأ المارّون ما كُتب بأحرف صارخة “إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” و”جنودنا خطفوا وهم يدافعون عن أرض الوطن”.
كما وجّه الأهالي رسائل علنية الى رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط على خلفية موقفهما من مسألة المفاوضات للإفراج عن أبنائهم. “لو كان تيمور أسيراً ماذا يفعل أبو تيمور؟” سؤال افتراضي لم يعلّق وليد بك عليه.
أما السؤال الموجه إلى عون فكان نسخة طبق الأصل عن سؤال وليد بك: “لو كان جبران أسيراً، ماذا يفعل الجنرال؟” وجاء الجواب سريعاً من خلال تغريدة عبر “تويتر”: “سئلت ماذا كنت لأفعل لو كان أحد الأسرى من أبنائي، (ما أعز من الولد إلاّ الصهر) وأنا أقول: اسألوني ماذا كنت فعلت لو إني في موقع المسؤولية عندها تنتفي أي حاجة للسؤال الأول”.
لنفترض أنهم سألوا بالصيغة المقترحة من الجنرال، عمّا هو فاعل لو كان في سدة الرئاسة. فبمَ كان سيجيب؟
فالجواب سيكون افتراضياً ومستخلصاً من خبرة الجنرال وسيرته النضالية والميدانية والسياسية الفريدة:
• “لو كنت في سدة المسؤولية، يوم اندلعت الثورة السورية لإسقاط نظام بشار الأسد، لأعلنت أولاً حلّ البرلمان الذي يضم عناصر موالية للثورة.
• أفرض حال طوارئ وأمنع التجوّل.
• أشكّل حكومة عسكرية عمادها الرقيب أول وجيه البعريني رئيساً لمجلس الوزراء ووزير ثقافة، ورفيق الدرب اللواء إدغار معلوف المعروف بالليث المبتسم (صناعة وتجارة ونفط وداخلية ومالية وخارجية)، والعميد شامل موزايا (تربية واتصالات)، والعميد أمين حطيط (سياحة وبيئة)، والرائد وئام وهاب (تربية وصحة وعدل)، والمقدم الركن الياس الفرزلي (الحقائب الباقية).
• أعيّن العميد شامل روكز قائداً للجيش ووزيراً للدفاع الوطني، وأرسل العماد جان قهوجي إلى السلفادور كملحق عسكري تقديراً لخدماته.
• أدعو إلى انتخابات عامة واعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس أكثري لمرة واحدة.
• أقترح على الحكومة تعيين الدكتور نبيل نقولا رئيساً للجنة فحص المرشحين لخوض الانتخابات النيابية، والحاج محمد رعد وأسامة سعد مستشارين، وأسعد حردان مقرراً.
• تجري الانتخابات ويفوز التيار الوطني الحر وحلفاؤه.
• تستقيل الحكومة. تجري استشارات ملزمة. ويُعاد تكليف البعريني برئاسة الحكومة الجديدة. فيبقي القديم على قدمه ويضم الرئيس إميل لحود كوزير للرياضة والشباب.
• تقفل حكومتي الحدود مع سورية لمنع دخول أي نازح إلى لبنان والحد من التدخل اللبناني في الشأن السوري، وذلك بالتنسيق مع الجيش السوري الشقيق والمقاومة.
• تحل الأحزاب المعترضة على سياسة الحكومة.
• تضع النواب السابقين: خالد الضاهر ومعين المرعبي وأبو العبد كبارة في سجن وزارة الدفاع.
• وفي حال وقوع اعتداء على أمننا الوطني فسأضرب من دون هوادة ومن دون وعي.
وإن حصل لا سمح الله ألف مرة أن خطف إبني جبران في البسطة التحتا، فيما هو مأخوذ بفحص “كونسول” في سوق الأنتيكا، أحلف بأن أهدم بيروت على رأس قاطنيها. وليست المرة الأولى التي أواجه فيها مثل هذا التحدي. واجهت في الماضي. قاتلت. سافرت وعدت منتصراً.