في الآونة الاخيرة، شاهدنا فيديوات بربرية لا تحصى، تُظهر وحشية تنظيمات إرهابية كـ”الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” في العراق وسوريا. “الله يساعدهم”، ردد اللبنانيون هذه الجملة مراراً متحسرين على ما يمرّ به اشقاؤهم. كان الامر يقتصر على المشاهدة، غير ان احداث عرسال دقت ناقوس الخطر “الموس وصل للرقبة”: وقع العسكريون وعناصر قوى الامن الداخلي بيد “الارهابيين”.
ومنذ ذلك الحين، يعيش الاهالي واللبنانيون حالة قلق وخوف مما سيحل بالأسرى. في الايام القليلة الماضية نشر تنظيم ” الدولة الاسلامية” صوراً تظهر رأس الجندي اللبناني علي السيد مقطوعاً، اقشعرّت الابدان وكان الذهول سيّد الموقف! اما الفيديو فلا كلمات تصف مشاعر أصحاب القلوب والضمائر الذين شاهدوه. لم يقوَ كثيرون على ذلك في الواقع. تحدثتُ الى إحداهن، فأخبرتني أنها لا تنام بسبب القلق والخوف، صور علي في لحظات حياته الأخيرة ترافقها، لم تعتقد ان الحدث يمكن ان يحصل للبناني، فهي من الجيل الذي لا يذكر يوميات الحرب الاهلية اللبنانية جيداً. لم تجد تلك السيّدة ان ردة الفعل كانت على مستوى ما حصل. لم يكن قتل علي عادياً، لكن التعاطي معه كان كذلك. وهذا يمثل عذاباً نفسياً دفيناً في حد ذاته .