بعد نجاح تجربة نشرة الأخبار التلفزيونيّة الموحدة تضامناً مع غزة، وصلت المبادرة التي أطلقها ممثلو وسائل الإعلام المرئيّة لظهور القادة السياسيّين في إطلالة موحدة عبر نشرات الأخبار كافة الى حائط مسدود. فما هي الأسباب؟
على الرغم من أنّ عدداً من السياسيّين صوّر في نهاية الأسبوع الفقرة الخاصّة به والتي يبلغ توقيت كلٍّ منها ثلاث دقائق، لن يتمكّن اللبنانيّون من متابعة هذه التسجيلات عبر الشاشات.
وكان مدراء الأخبار والبرامج السياسيّة في المحطات التلفزيونيّة اللبنانيّة اتفقوا على ظهور الأقطاب لإلقاء كلمة تضامنيّة مع الجيش، وفق الترتيب الآتي الذي اعتمد على البروتوكول: رئيس مجلس النواب نبيه برّي، يليه رئيس الحكومة تمام سلام، ورئيس حزب الكتائب أمين الجمّيل، ثمّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فرئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون، قبل أن يحين دور رئيس “جبهة النضال الوطني” وليد جنبلاط. بعدها، يطلّ رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة، ثم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، على أن يكون الختام مع رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع.
إلا أنّ ما حصل هو أنّ عدداً من السياسيّين طلبوا إضافة أسمائهم الى هذه اللائحة، وكانت البداية مع رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان، ثمّ رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، قبل أن تقدّم حركة “أمل” لائحة بأسماء عددٍ من السياسيّين طالبةً إضافتهم كشرطٍ لتنفيذ الفكرة. أدّى هذا الأمر حكماً الى سقوط الفكرة لأكثر من سبب، من بينها السياسي خصوصاً أنّ الأقطاب المتفق أساساً على ظهورهم يمثّلون مختلف الفرقاء والكتل النيابيّة، ومن بينها التقني لأنّ زيادة عدد الشخصيّات التي ستظهر ستفقد الحدث وقعه وستطيل مدّة عرضه.
وأكد مدير الأخبار والبرامج السياسيّة في الـ mtv الزميل غياث يزبك على وقوف المحطة الى جانب الجيش، معتبراً أنّه لا يمكنه أن يؤكد إذا كان ما حصل مفتعلاً.
وأضاف: “كان من المفترض أن يقدّم تسعة قادّة كلمةً مدّتها ثلاث دقائق فدخلنا بتسميات لـ 17 شخصية وهنا بدأت المشكلة”، مستغرباً كيف تسمح جهات سياسيّة لنفسها بأن تلغي ما كان مقرّراً الليلة”.
ورأى يزبك أنّ “منطق المسايرات الحزبيّة أطاح بهذه المبادرة التضامنيّة مع الجيش اللبناني”، مشيراً الى أنّه “من المفترض أن يقوم كلّ رئيس حزب أو تيّار إلقاء كلمة دعماً للجيش”.
يبقى أنّ بعض الطبقة السياسيّة تثبت عجزها مرة جديدة على تأمين الحدّ الأدنى من التضامن والالتفاف حول الجيش، وتحرمه من الدعم ولو بالكلام وتحرم اللبنانيّين من الشعور، ولو لدقائق قليلة، بأنّ هناك ما يوحّد القادة السياسيّين في لبنان.
“أم.تي.في”