الخبر بالصوت

كتبت ولاء دلول عبر موقع “ML”:

“عيد بأية حال عدت يا عيد”، هذه حال اللبنانيون هذا العام في عيدي الميلاد ورأس السنة، بعدما كان لبنان يعتبر رمز الاحتفالات والفرح وايقونة هذه الأعياد في المنطقة. بدى البلاد وكأنه لا يعرف معنى هذه الأعياد، بحيث يشهد لبنان في هذا الوقت من كل عام حركة واسعة وزحمة كبيرة تحضيرًا للاحتفال واستقبال السنة الجديدة. ولكن الحال اليوم يختلف عن ما مضى، فبسبب الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد لا سيما الارتفاع الجنوني في الأسعار والمعيشة، أظهرت العيد في شكل جديد  وكأنه لن يزور اللبنانيين هذه السنة.

اليوم المشهد امامنا جديد الى حدٍ بعيد في حياة الشعب اللبناني، بحيث تشهد المحلات التجارية ومراكز التسوق قبولاً خجولاً جداً بفعل الارتفاع الهستيري للأسعار تزامناً مع ارتفاع سعر صرف الدولار، المحال فارغة الشوارع لا تضج بالزحمة كالمعتاد، السياحة تراجعت، كل هذه الأمور احالت الوضع الى مشهد شبه مأساوي في البلاد.

يجتمع اليوم غالبية الشعب تحت وطأة ازمة اقتصادية حادة التي أدت الى غياب مظاهر الأعياد والاحتفالات على جزء كبير من الأراضي اللبنانية، بيوت خلت من الزينة والهدايا، محلات دوت زبائن، حتى بعض المناطق انحرمت من الزينة التي كانت تدخل في منافسات عالمية بسبب عدم توفر إمكانيات لإضاءتها.

وفي حديث لموقع “ML”  يقول السيد طوني صاحب محل لبيع الهدايا في بيروت: “نعيش اليوم في حالة ركود تجاري ضخم، بحيث كنت اعتمد في كل السنة على هذا الشهر خصوصًا للبيع”.

ويضيف: “هذه السنة لم استطع بيع سوى عدد محدود من البضائع وذلك نظراً لغلائها، فأقل هدية تكلف اليوم ١٠٠$، والفرقه هنا ان سعرها من ٣ سنوات كان نفسه ولكن سعر صرف الدولار اليوم لعب دور كبير”.

اما ماري وهي سيدة ستينية من منطقة بسكنتا وجدة لست احفاد عبرت عن عجزها هذه السنة من الاحتفال كالمعتاد في عيد الميلاد وتقول:” كل سنة كنت أقوم بشراء الهدايا لاحفادي واوزعها لهم عشية ليلة الميلاد، سابقاً كان يكلفني الامر كحد اقصى ٢٠٠ او ٣٠٠ دولار ما يعادل ٥٠٠ الف ليرة لبنانية، اما اليوم فالواقع تغير والاسعار ارتفعت وللأسف لن استطع ان افرح احفادي مثل كل سنة”.

اما من الناحية الأخرى، فالوضع المأزوم لم يرحم القطاع السياحي بل طاله وبقوة بالرغم من ان لبنان كان وجهة أساسية للسواح الأجانب والعرب للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة. ولكن نجد اليوم ان الحفلات التي اعتدنا ان نستمع الى اعلاناتها لاهم المطربين  والفنانين غابت عن اذهاننا، بحيث جائحة كورونا لا سيما تردي الحياة المعيشية في البلاد خفّضت الرغبة للسياحة في لبنان.

ويقول طارق لموقعنا، وهو صاحب احد اهم شركات تنظيم الحفلات: “هذه السنة وكأن العيد في غيبوبة، لا نشعر به ابداً”.

ويضيف: “كل سنة كنت انطم ما يقارب العشرون حفلة لفنانين في مختلف المناطق اللبنانية، ولكن منذ بداية تفاقم الوضع في البلاد وأصبحت نسبة الخفلات تخّف خصوصاً مع تأزم القطاع السياحي في لبنان، فبالكاد نظمت هذه السنة ٥ حفلات”.

اما علي وهو مدير في احد المحلات التجارية في abc الاشرفية يؤكد لموقع “ML” على هذا التردي والركود الذي يضرب البلاد قائلاً: “نعيش اليوم في حالة ملل، لم اكن اتخيّل في يوم ان يكون هذا المكان خالياً هكذا، الوضع سيء جداً والله يصبرنا”.

“الله يصبرنا” عبارة تتداول على السنة جميع اللبنانيين الذي لم يعتاد على اليأس، فالفرح واجب على هذه البلاد، ولكن الوضع يضع الشعب اللبناني في حالة عجز امامه، فبالرغم من نصب الأشجار المضيئة وتزيين الشوارع، تبقى الاحتفالات هذه السنة في لبنان مكللة بالحزن والأجواء الكئيبة على غير معتاد.

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، ولا تتبنى بالضرورة ادارة الموقع مضمونها، كما أن أي عملية نسخ ونشر من دون ذكر المصدر ستعرض صاحبها للملاحقة القانونية.

خاص موقع “ML”

اترك تعليقًا