أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي الى ان “قبطان السفينة” في لبنان بشرنا اننا متجهون الى جهنم، مؤكدا الا شعب يرمى به الى جهنم طالما هو شعب حي ومشددا على أن ما زال لدينا امكان انقاذ الدولة ولكن مع اعتماد اداء مختلف كليا عما شهدناه.
وفي مقابلة تلفزيونية رأى بو عاصي أن القول “لبنان محكوم من قبل ميليشيا تغطي الفساد” توصيف دقيق ولو انه لا يختزل كل الواقع الذي نعاني منه، مضيفا: “عبر التاريخ كلّما اعتدى احد على سيادة دولة، إما داخليا او على شكل إحتلال خارجي، كان حليفه الفساد والفاسدين. حزب الله يغطي طوعا ممارسات كل من يغطي له سياسته وسلاحه”.
وجزم بو عاصي أن “القوات اللبنانية لم ولن تقبل في أي لحظة بسلاح خارج الشرعية في لبنان”، وأردف: “اذا كان ثمن وصول اي من القواتيين وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع الى رئاسة الجمهورية هو التخلي عن هذه الثابتة فلا نريد تبوؤ الرئاسة. لا مهادنة في هذا الموضوع لأنه ليس سياسيا ظرفيا بل بنيويا مرتبط بلبنان الوطن والكيان وليس الدولة فحسب”.
اضاف: “بحسب معرفتي الدقيقة بإيديولوجية حزب الله وتاريخه، أسهل عليه بكثير ان يعود الى إيران من ان يعود الى لبنان. حزب الله ليس حزبا لبنانيا في الاساس، نشأ فكره في مصر مع الإخوان المسلمين ومن ثم انتقل الى حزب الدعوة في العراق ليعتنق بعدها ولاية الفقيه في ايران التي زرعته في لبنان عبر الحرس الثوري الايراني”.
كما اكد بو عاصي أن “بالطبع يوجد لدى “حزب الله” ناخبين لبنانيين، ولكن الانتخاب يعطي الحق للمرشح ان يصبح نائباً يراقب عمل الحكومة ويشرع، ولا يمكن للناخب ان يعطي شرعية امتلاك ميليشيا محلية واقليمية مئة الف صاروخ، ماذا وإلا أعطى كل ناخب شرعية لسلاح نائبه المنتخب وهذه اقصر الطرق نحو 1975″.
كذلك شدد على أن “اولوية حزب الله هي دوره الاقليمي لمصلحة النظام الايراني وليس بناء الدولة اللبنانية”، مضيفا: “في سبيل ذلك هو مستعد لتغطية اي فساد. وما التلويح بالملفات منذ سنوات في المؤتمرات الصحافية الا معارك وهمية لمحاربة الفساد”.
ورأى أن أحدا لم يتسبب بالأذية للمسيحيين بقدر الرئيس ميشال عون وفريقه، مضيفا: “حين يبلغ الدولار 15 الف ل.ل. وتزداد الهجرة والبطالة والفقر وينفجر المرفأ وتتدمر بيروت فيما هو على علم بوجود نيترات الامونيوم ولم يقدم على اي خطوة لا قبل الانفجار ولا بعده، حين يشرع سلاح حزب الله ويرضخ امامه، أفي كل ذلك خدمة للمسيحيين وحقوقهم؟”.
في مسألة الثلث المعطل، اوضح بو عاصي ان “هذا الثلث الذي يتمسك به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لا يمكن استخدامه الا في وجه حزب الله والرئيس الحريري”.
تابع: “باسيل لا يجرؤ على استخدام الثلث بوجه الحزب ولا يحتاج اليه بوجه الحريري لأنه يملك أكثر من الثلث مع حلفائه. باسيل يتمسك به لأنه يصوب على الانتخابات النيابية المقبلة والانتخابات الرئاسية”…
وردا على سؤال، أجاب بو عاصي: “القول ان القوات شاركت بالحرب الاهلية وخرجت لفترة من كنف السلطة ثم عادت اليه غير صحيح. فهي دخلت السجن طيلة 11 سنة لمقاومتها الاحتلال السوري وكوادرها إما قتلوا أو اعتقلوا او هجروا الى الخارج. كما انها لم تعد الى كنف السلطة لأنها شاركت جديا فيها فقط خلال اول حكومتين في عهد الرئيس عون”…
وأكد بو عاصي أن “خيار القوات ليس التقسيم الطائفي ورهان الأغلبية ما زال على دولة مركزية تحضن الجميع وتسمح لهم بالتعبير عن هويّتهم وثقافته”، موضحا: “فشلت الدولة لان الاحزاب التي انخرطت بمشروعها لم تكن بمعظمها على قدر المسؤولية. منذ انتهاء الحرب عام 1990 الى اليوم لم نبنِ دولة، بنينا شكل دولة ولكن لم نعتمد لا منطقها ولا رجالاتها. ليس خيار الدولة المركزية الذي فشل بل الاداء في الدولة بحجة منع الاختلاف بين المكونات واعتماد الفساد والمحاصصة نهجا حتى على موظف من الفئة الرابعة”.
وردا على سؤال، أكد ان “القوات تحمل حاكم مصرف لبنان جزءا كبيرا من مسؤولية ما وصل اليه البلد ولو أن المسؤولية الاكبر تبقى على عاتق الطبقة السياسية التي بددت المال العام بالهدر والفساد” واردف: “كما هناك مسؤولية على المصارف وكان على الحاكم منعها من تسليف دولة مفلسة من أموال المودعين”.