الخبر بالصوت

 لا يبدو مفعول جرعة المورفين التي ضخها لقاء الخميس الرئاسي سيدوم طويلا. ذلك ان اجواء التهدئة التي عكسها ‏الرئيس المكلف سعد الحريري بعيد الاجتماع بالرئيس ميشال عون سرعان ما نسفها خطاب امين عام حزب الله السيد ‏حسن نصرالله الانقلابي على المبادرة الفرنسية وعلى الدعم الروسي والغربي لها وعلى حكومة “المهمة” المشروطة ‏لتقديم المساعدات، كما المواقف والتسريبات الاعلامية في شأن عدم بروز اي ملامح ليونة لدى الفريقين المعنيين، لا ‏بل بلغ التصعيد اوجه اليوم مباشرة او بالرسائل المبطنة من بعبدا، وقد زاد الطين بلة زيارة مفاجئة قام بها رئيس ‏الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى قصر بعبدا حيث التقى عون وخرج ينادي بالتسوية ويؤكد ان الارقام غير ‏مهمة، بالاشارة الى التناقض بين الرئيس المكلف الذي يصر على حكومة الـ 18 وزيرا وبين الاخرين في فريق حزب ‏الله الذين يريدون حكومة من 20 وزيرا واكثر‎.‎
هذه “التكويعة” بالاضافة الى كل ما سبق ما اوحى بأن الاجتماع “المصيري” اليوم الاثنين سينضم من حيث النتائج ‏الى اللقاءات السبعة عشر، الا اذا استجد طارئ قد يقلب المقاييس والمعادلات‎.‎ 

تعاون والا
في بعبدا وعلى رغم زيارة الحريري، وتأكيده تناسي سجال البيانات الليلي، لا يبدو الجو مريحا لا بل على تشنجه، وما ‏تضمنه بيان الحريري لم “يبلعه” بعد الفريق الرئاسي الذي ما زالت اوساطه تستغرب مقارنة الرئيس المكلف نفسه ‏وهو لم يحصل بعد على الثقة، بالرئيس عون المؤتمن على الدستور والمنتخب من الشعب لمدة 6 سنوات، اضافة الى ‏انه لم يحمل تشكيلة مكتملة بالاسماء لاسيما من حزب الله وقد أحرج حينما سأله الرئيس عن الامر فرد بأنه “وضع ‏اسساً لاسئلة واجوبة وانه سيحمل الجواب الاثنين‎”.‎ 

وتضيف مصادر بعبدا: “ننتظر بعقلانية وهدوء أن يأتي الحريري إلى القصر اليوم الإثنين المقبل بصيغة جديدة. وإذا ‏لم يحصل ذلك -لا سمح الله- يكون قد قرر الإمعان في ضرب الدستور وعدم تأليف حكومة. ونتمنى أن يأتي الحريري ‏حاملا صيغة جديدة. وغدا لناظره قريب. أما إذا لسبب أو لآخر لم يقدم الحريري على تحريك الجمود الذي وضع نفسه ‏والبلاد، معنى ذلك أن هناك قرارا لديه بعدم التأليف. إزاء هذا الأمر كلنا سنستخلص العِبَر. فرئيس الجمهورية وإن ‏كان مقيدا دستوريا ومكبلا بصلاحيات محدودة إلا أن الضرورات تبيح المحظورات وعليه سيصارح اللبنانيين بواقع ‏الأمور وعندها وأكرر لا سمح الله ، نكون انتقلنا من أزمة تشكيل حكومة إلى أزمة نظام‎”.‎ 

الفرصة الجديدة
وفي السياق، أشارت الهيئة السياسية في التيّار الوطني الحرّ الى أنها “تنظر بارتياح الى استئناف الحوار بين رئيس ‏الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، لتشكيل حكومة طال انتظارها. وهي تعلّق أهمية كبيرة على عودة رئيس ‏الحكومة المكلّف الى الأصول الميثاقية والدستورية في عملية التشكيل على قاعدة الشراكة الكاملة بينه وبين رئيس ‏الجمهورية‎”.‎ 

وانتقدت ما تضمنه بيان الحريري ردا على بيان بعبدا يوم الاربعاء فاكد ان رئيس الجمهورية هو منتخب من النواب ‏لمدّة محدّدة هي ست سنوات غير قابلة للمساس،في حين ان رئيس الحكومة مكلّف من رئيس الجمهورية بناءً على ‏إستشارات النواب الملزمة وهو لم يحصل بعد على ثقة مجلس النواب‎.‎ 

عون يخالف الدستور
وعقد الرؤساء نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، واكدوا في بيان ان الممارسة التي يقدم عليها الرئيس عون ‏تشير الى تعد وتشويه لروح ونص ومقاصد النصوص الدستورية التي يجب ان يلتزم بها الجميع وفي مقدمتهم فخامة ‏الرئيس. ومن هنا أيضاً تمسك الرئيس المكلف بالأسس الدستورية السليمة في تشكيل الحكومة ورفض القبول باي ‏تجاوز او افتراء او تعد‎.‎ 

وعلوش يرد
وسريعا، ردّ نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش على بيان التيار بتغريدة كتب فيها :”خرج بيان حزب ولي ‏العهد اليوم وكأنه أخذ حقنة ثقة من قبل راعيه حزب الله وللحق يقال لولا سلاح وبلطجة هذا الراعي لما كنا سمعنا لا ‏بسلطان العهد ولا بولي عهده ولا حصدنا اليأس والدمار على عهدهما. على ذاك المتمترس وراء سطوة السلاح ان ‏يعرف انه مجرد أداة تافهة يتم رميها في الوقت المناسب

“الشرق”

اترك تعليقًا