الخبر بالصوت

يا ليت خبر رحيل عصام بريدي حلقة من مسلسل يشارك في تمثيله، أو أغنية يحملها بصوته إلى جمهوره.

لكن القدر لا يقدم  تبريرات عندما يغيِّب عن هذه الدنيا أغلى الناس.

 

عصام بريدي الذي أحبته الأضواء والشهرة والنجاحات، أحبه الله أكثر، فقرر أن يطلبه إلى جواره، في يوم الأحد الجديد، أو أحد القيامة.

هي فاجعة من الصعب استيعابها، عندما يفقد لبنان أحد أهم وجوه الفن والتمثيل فيه… وجه ألفه الجمهور في أدوار كوميدية ودرامية، حوّلت عصام بريدي اسما لا بد من أن يكون حاضرا في الأعمال الناجحة.

 

عندما نتذكر هذه العفوية والصدق، تصعب فكرة تصديق أن عصام بريدي خطفه الموت من دون سابق إنذار، وأن رصيده الناجح في المسرح والسينما والتلفزيون، بات أرشيفا لاسم حقق نجاحا لافتا، وكان يعد بالمزيد.

 

عصام بريدي درس التمثيل بين لبنان وفرنسا، وهو اليوم مدرس في جامعتين لبنانيتين، إيمانا منه بقدرة الجيل الشاب على تصدير مواهب فنية.

جيل اعتاد أن ينتظر آدم وحوا كل ليلة في المحطة الكوميدية الثابتة التي قربته من الجمهور، وانتظره في عشرات الأعمال التلفزيونية نذكر منها: زفة، لو، أجيال، عصر الحريم، الغالبون، مدام كارمن، عيون الأمل، والكثير الكثير من الأدوار التي حملها إلى المشاهد بصدق وأمانة.

 

عصام انطلق أيضا في مسيرة غنائية بعد دراسته الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقى، وتخرج من برنامج استديو الفن عام ألفين وواحد عن فئة الأغنية الطربية، ليضيف إلى موهبته التمثيلية موهبة غنائية، تجعله يستحق صفة الشمولية الفنية.

 

مع شقيقه الإعلامي الزميل وسام بريدي، شكلا ثنائية ناجحة تكرست في أكثر من مكان وفي أكثر من مناسبة، تبادل فيها الأخوان الخبرات وتشاركا في النجاح.

 

لن يعتاد الإنسان على فكرة الموت مهما بلغ من النضج والإيمان، فكيف بالحري إن كان شاب في مقتبل العمر وفي عز العطاء، هو ضحية هذا الشبح الأسود.

ما من كلام يعزي، ولا من تبرير يجعل تصديق خبر وفاة عصام بريدي أسهل. وحدها الدموع تخرج الألم من النفوس على شاب كان يضج حياة، قبل أن يصير صمته مدويا.

“ام.تي.ڤي” 

 

http://youtu.be/z3EqiJz1l1s

اترك تعليقًا