تغيير الخريطة المصرفيّة في لبنان مستمرّ
إنّ العدد الكبير للمصارف اللبنانية ووجود مصارف صغيرة ومتوسطة من جهة وتزايد التحدّيات والمتطلّبات الداخلية والدولية من جهة اخرى، يُحتِّم استمرارَ عمليات الدمج والشراء وزيادة رؤوس الاموال لتوفير القدرة على الاستمرار والنموّ. وها هي صفقة بيع بنك فرعون وشيحا تُسجّل أحدث التحرّكات على هذا الصعيد.
مع ارتفاع صعوبة التحدّيات التي تواجهها المصارف اللبنانية في المرحلة الراهنة تبقى عمليات الاستحواذ والاندماج وبيع الحصص المصرفية الكبرى متواصلة. وعلى رغم الوضع الخاص الذي تشهده الساحة اللبنانية حيث الصعوبات تنهال من كلّ حدب وصوب نتيجة الاوضاع الداخلية والاقليمية السلبية، فإنّ التحدّيات تواجه المصارف في مختلف أنحاء العالم.
اما الجديد على هذا الصعيد وغير المفاجئ فكان إعلان بنك فرعون وشيحا في الرابع من شهر تشرين الاول الجاري عن بيع 80 في المئة من الاسهم الى السيدَين ريمون وتيدي رحمة اللذين يملكان مجموعة ZR holding وهي مجموعة رائدة ومعروفة بنشاطها في قطاعات عدة مثل المصارف والمال والاعلام والقطاع العقاري والمطاعم والنقل.
وتمّ التركيز على انّ هدف الصفقة هو زيادة رأس مال المصرف بالتوازي مع دعم نشاط الفروع ويُتوقع أن تُضاعَف الأموال الخاصة للمصرف من 40 الى 80 مليون دولار على أن يحتفظ بقية المساهمين بحصة 20 في المئة، ومن أبرزهم وزير السياحة ميشال فرعون والسيد بيار ضومط وهنري حلو. ويُعتبر بنك فرعون وشيحا من أقدم البنوك في لبنان وبلغ مجموع موجوداته 300 مليون دولار في العام 2013 ومجموع الودائع 238,5 مليون دولار والقروض 91,6 مليون دولار.
ويُتوقع أن تتمّ الصفقة نهائياً في غضون شهرَين. وفيما يُتوقّع أن يبقى المدير العام المالي للبنك غسان مهنا في موقعه فإنه من المنتظر أيضاً بقاء الموظفين في المصرف. وكان البنك تأسس في العام 1876 ومركزه الرئيس في منطقة الاشرفية وابرز مؤسسيه أنطوان شيحا. وهذه الصفقة المصرفية الصغيرة ليست الوحيدة بل هي واحدة ضمن سلسلةِ صفقاتٍ سُجِلت في الاشهر الماضية وأخرى سوف تشهدها السوق المصرفيّة في لبنان.
ويقول البعض إنّ عدد المصارف اللبنانية الذي يناهز الستين من المتوقع أن ينخفض في السنوات المقبلة بشكل دراماتيكي. علماً انّ كبريات المصارف اللبنانية تعمل حالياً على زيادة كبيرة في حجم أموالها الخاصة وكان آخرها كلٌّ من بنك عودة وبنك بيروت.
“طوني رزق – الجمهورية”