أشار السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل، بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام في السراي الكبير، إلى أنه “على مدى الأسبوعين الماضيين، وصلت إلى لبنان سلسلة شحنات سريعة من الأسلحة الأميركية، كما طلبها الجيش اللبناني بعد الهجوم الذي حصل في عرسال”ـ لافتاً إلى أن “هذه الشحنات التي دفع ثمنها الشعب الأميركي، سوف تساعد الجيش على تأمين حدود لبنان وعلى هزم الجماعات المتطرفة التي عبرت الحدود. وقد وصل إلى لبنان هذا الأسبوع على وجه التحديد المزيد من صواريخ هيلفاير”.
وأضاف السفير الأميركي في بيان أصدرته السفارة ألأميركية عقب الزيارة: “اليوم، يمكنني أن أعلن أننا قد وصلنا إلى نقطة جديدة، بحسب النقاش الذي أجريناه للتو مع سلام. لقد طلبت الحكومة والجيش طائرات إضافية من الولايات المتحدة: طائرة سيسنا مزوّدة بالسلاح وطائرات خفيفة للإسناد الجوي. وستعمد الولايات المتحدة أيضاً إلى تسليح طائرة سيسنا كانت قد وفرتها للجيش اللبناني سابقاً. ونحن نعتزم دعم تلك الطلبات وذلك باستخدام الأموال التي قدمتها المملكة العربية السعودية بسخاء إلى لبنان”.
وقال: “الجيش ليس الوحيد في حماية لبنان، وهو ليس شريكنا الوحيد، ونحن نعمل مع جميع الأجهزة الأمنية. ففي الأسبوع الماضي، قمنا بالتبرع لقوى الأمن الداخلي بمعدات كاشفة للقنابل، وعتاد للسلامة من المتفجرات، وغيرها من المعدات، هذا جزء من شراكة مستمرة بين الولايات المتحدة وقوى الأمن الداخلي لمساعدتها في الحفاظ على شوارع لبنان آمنة. إننا نحيي سياسة لبنان في النأي بالنفس عن الصراع في سوريا ، تماماً كما نشارك في دعم مواجهتكم للإمتداد الخطر لهذا الصراع إلى لبنان”.
وتابع هيل: “إننا نثني أيضاً على تضحيات الأجهزة الأمنية في لبنان في مهمتهم لعزل لبنان عن امتداد هذا الصراع. والولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة قطع رأس جنديين لبنانيين من قِبل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). إن التهديد الذي تشكله داعش لهو تحدٍ لنا جميعاً. والولايات المتحدة تعرف أيضاً الألم الذي تسببته بربرية داعش ضدّ مواطنينا. هذه الهمجية تزيد عزيمتنا على الحط من قدرة داعش وتدميرها في نهاية المطاف من خلال الجيش والمخابرات، وإنفاذ القانون، والجهود الديبلوماسية. سوف يتطلب هذا الجهد الوقت والمثابرة، ولكن نحن لا نتأخر عندما يتعلق الأمر بالمساعدة الامنية والانسانية هنا في لبنان. إضافةً إلى مساعداتنا الأمنية، أعلن وزير الخارجية جون كيري في أنقرة للتو أن الولايات المتحدة ستوفر نحو 500 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية لمساعدة الناس الذين تضرروا من الحرب في سوريا. وسيتم توجيه 103.8 مليون دولار من تلك الأموال إلى لبنان لمساعدة المجتمعات اللبنانية واللاجئين من سوريا فيها”.
وأضاف: “إذا تُركت دون رادع، تهدد داعش سيادتكم واستقراركم وازدهاركم. ولحسن الحظ، لبنان ليس وحيداً في التعامل مع هذا التهديد، ومعاً، سوف ننجح. لقد أوضحت الولايات المتحدة بأنها لن تتردد في العمل ضدّ داعش في هذه المنطقة، أو في مساعدتكم لمواجهة تهديد داعش في بلدكم. ولكن النجاح يمكن أن يكون مبنيا بشكل أفضل على الوحدة والتركيز – الوحدة داخل لبنان، وبين لبنان وأصدقائه. وكما قلت من قبل، إن غياب رئيس للبلاد يحرمها من رمز هام للوحدة، ويشتت انتباه الجميع عن مواجهة التهديد الحقيقي” .